واحد (و) يستلزم (أن لا تصح الإضافة فى) كل ما أضيف الفاعل المجازى إلى الفاعل الحقيقى (نحو : نهاره صائم ؛ لبطلان إضافة الشىء إلى نفسه) اللازمة من مذهبه ؛ لأن المراد بالنهار حينئذ فلان نفسه ؛ ولا شك فى صحة هذه الإضافة ووقوعها ؛ كقوله تعالى : (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ) وهذا أولى فى التمثيل (و) يستلزم (أن لا يكون الأمر بالبناء) فى قوله : (يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً) ...
______________________________________________________
يكون مفردا أو معناه ، وقد رد كل مجاز عقلى إلى الاستعارة فيلزم أن يكون المراد بالعيشة صاحبها قطعا ؛ لأن الصفة هنا غير الموصوف ، فالاعتراض بحاله.
وأجاب بعضهم : بأنه إذا كان الضمير بمعنى الصاحب كان إسناد الوصف مع الضمير إلى العيشة حقيقيّا ؛ لأنه وصف سببى وإسناد الوصف السببى لموصوفه حقيقى نحو : مررت برجل قائمة أمه ، قال العلامة الغنيمى : وفى هذا الجواب نظر ؛ لأن الوصف السببى : هو الرافع للاسم الظاهر المضاف لضمير الموصوف. والوصف هنا رافع للضمير فالأولى أن يجاب بأن الضمير لم يرد به الصاحب الحقيقى ، وإنما أريد به الصاحب الادعائى على ما يأتى للشارح وهو العيشة التى ادعى أنها عين الصاحب ، وحينئذ فالإلزام من أصله لا يرد (قوله : واحد) أى : وهو صاحب العيشة (قوله : فى كل ما) أى : فى كل تركيب والرابط محذوف أى : فى كل ما أضيف فيه الفاعل إلخ (قوله : فلان نفسه) أى : الذى هو معاد الضمير فى نهاره ، وفى ذلك إضافة الشىء إلى نفسه ، وحمله على أنه من إضافة المسمى إلى الاسم مما لا يلتفت إليه لبلاغة ، مثل هذا الكلام وكثرة وقوعه فى كلام الله وكلام العرب. ا ه. يعقوبى.
(قوله : ولا شك فى صحة هذه الإضافة) أى : إضافة الفاعل المجازى للفاعل الحقيقى وهذا فى قوة قوله اللازم باطل (قوله : كقوله تعالى إلخ) هذا استدلال على صحة هذه الإضافة ووقوعها (قوله : وهذا أولى) أى : لأنه نص فى الرد عليه ، فهو أدفع للجدال بخلاف مثال المتن ، فإنه قد يناقش فيه بأن إضافة الشىء إلى نفسه إنما توجد إذا كان المراد بالنهار وضمير صائم واحدا ، وأما إذا ارتكب الاستخدام وجعل الضمير فى صائم راجعا للنهار لا بالمعنى الأول وهو الزمان ، بل بمعنى الشخص فلا يلزم إضافة الشىء