وتريد المشبه به بواسطة قرينة وهى أن تنسب إليه شيئا من اللوازم المساوية للمشبه به مثل أن تشبه المنية بالسبع ، ثم تفردها بالذكر ، وتضيف إليها شيئا من لوازم السبع فتقول : مخالب المنية نشبت بفلان ...
______________________________________________________
للموصوف أى : المشبه المذكور إلخ (قوله : وتريد المشبه به) أى : حقيقة فى اعتقاد المصنف (قوله : بواسطة) متعلق بتريد ، وقوله : أن تنسب إليه للمشبه الذى أريد به المشبه به (قوله : من اللوازم) أى : الروادف والتوابع (قوله : المساوية للمشبه به) أى : التى تصدق حيث صدق وتكذب حيث كذب : كالإنبات فإنه يصدق بصدق الفاعل الحقيقى وينتفى بانتفائه ، واعترض بأن الإنبات فى المثال ليس لازما مساويا لهذا المعنى ؛ لأن الله تعالى موجود قبل الإنبات لكونه قديما ، والإنبات حادث ، فيتحقق الفاعل المختار ، مع أن الإنبات قد لا يتحقق ـ فأين المساواة؟ وأجاب بعضهم بأن المراد بالإنبات : الإنبات بالقوة ، ولا شك أنه لازم مساو. لكن قد يقال : يلزم على هذا أن يكون معنى أنبت الربيع البقل على كلام السكاكى : قدر على الإنبات ، والظاهر أن هذا غير مراد من هذا التركيب ، والحاصل أنه إن أريد الإنبات بالفعل ورد عليه أنه لازم غير مساو ، وإن أريد الإنبات بالقوة ورد ما علمته ، والأحسن أن يقال المراد بالإنبات الإنبات بالفعل ، وليس المراد بالمساواة عدم الانفكاك بحيث إنها أى : اللوازم توجد إذا وجد المشبه به ، وتنتفى إذا انتفى ، بل المراد بكونها مساوية له أنها لا توجد إلا منه لكونها خاصة به إما مطلقا أو بالنسبة للمشبه ، ولا شك أن الإنبات لا يوجد إلا منه تعالى ، وهذا لا ينافى تحققه تعالى قبل تحقق الإنبات (قوله : أن تشبه المنية بالسبع) أى : فى اغتيال النفوس ، وقوله ثم تفردها بالذكر أى : مريدا بها المشبه به وهو السبع لقوله سابقا : وتريد المشبه به (قوله : فتقول مخالب إلخ) اعترض بأن المخالب ليست لازما مساويا لوجودها فى بعض الطيور ، وأجيب بأن المراد بالسبع المشبه به كل ما يتسبع ، أو المراد بالمخالب المخالب التامة : وهى التى يحصل بها اغتيال النفوس وإتلافها بقرينة المقام كذا ذكر بعضهم ، لكن الذى ذكره المولى عبد الحكيم : أن المراد باللوازم المساوية للمشبه به ما كانت مختصة به : إما مطلقا وإما بالنسبة للمشبه ، ولا شك أن المخالب