بواسطة المبالغة فى التشبيه ، وجعل نسبة الإثبات إليه قرينة للاستعارة ؛ وهذا معنى قوله (ذاهبا إلى أن ما مر) من الأمثلة (ونحوه استعارة بالكناية) وهى عند السكاكى أن تذكر المشبه ...
______________________________________________________
وهو الحيوان المفترس حقيقة ، والمستعار لفظ السبع ، والمستعار له معنى المنية ، ومعنى قولهم بالكناية : أنك كنيت عن المستعار بشىء من لوازم معناه ، ولم تصرح به أعنى : الأظفار ، وهذا على طريق الجمهور ، فيجعلون مدلول لفظ استعارة بالكناية المستعار أعنى اللفظ الدال على المشبه به المضمر ، والسكاكى يجعل مدلوله اللفظ الدال على المشبه ، فيقال عنده فى تقريرها شبهت المنية بالسبع ، وادعينا أنها فرد من أفراده ، ثم أوردنا اللفظ الدال على المشبه مرادا منه المشبه به بواسطة قرينة دالة على ذلك : كلفظ الأظفار ، وأما على طريق المصنف فمدلوله نفس التشبيه المضمر فى النفس ، وسيأتى ذلك مبسوطا ، وأن تسمية التشبيه استعارة مجرد تسمية (قوله : بواسطة إلخ) متعلق بجعل الربيع أى : إن جعل هذا اللفظ استعارة حاصل بتوسط المبالغة فى التشبيه ، والمراد بالمبالغة فيه إدخال المشبه فى جنس المشبه به ، وجعله فردا من أفراده ادعاء كما يرشد لذلك قول الشارح الآتى ، والجواب أن مبنى هذه الاعتراضات إلى آخر ما يأتى له (قوله : وجعل نسبة الإنبات إلخ) عطف على بواسطة ، وقوله إليه أى : إلى الربيع ، ثم لا يخفى أن هذا مخالف لما اشتهر من أن قرينة الاستعارة بالكناية عند السكاكى إثبات الصورة الوهمية المسماة بالاستعارة التخييلية ، فيجب أن يؤول على أن المراد : وجعل نسبة ما هو شبيه بالإنبات إليه قرينة ، وأجيب بأن ما اشتهر عنه محمول على الاستعارة بالكناية فى غير الكائنة فى المجاز العقلى ، وأما الواقعة فيه فالقرينة قد تكون أمرا محققا ، فما اشتهر عنه غير كلى ، ويدل على ذلك أنه نفسه صرح فى بحث المجاز العقلى بأن القرينة قد تكون أمرا محققا كما في : أنبت الربيع البقل ـ فتأمل.
(قوله : وهى عند السكاكى) أى : بحسب اعتقاد المصنف بدليل الجواب الآتى فى آخر الكلام.
(قوله : أن تذكر المشبه) أى : ذكر المشبه ، واعترض بأنها عند السكاكى لفظ المشبه لا ذكره ، وأجيب بأن إضافة ذكر المؤول به قوله أن تذكر من إضافة الصفة