(يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما)(١)) نسب نزع اللباس عن آدم وحواء وهو فعل الله تعالى إلى إبليس لأن سببه الأكل من الشجر ، وسبب الأكل وسوسته ومقاسمته إياهما إنه لهما لمن الناصحين (يوما) نصب على أنه مفعول به ل (تتقون) ؛ أى : كيف تتقون ...
______________________________________________________
على كثرته ردا على من زعم خلافه ، وحينئذ فيضر الاحتمال ـ كذا بحث السيد الصفوى.
(قوله : (يَنْزِعُ عَنْهُما)) أى : ينزع إبليس عن آدم وحواء لباسهما (قوله : لأن سببه) أى : النزع ، وقوله : الأكل أى : من شجرة الحنطة ، وقوله وسبب الأكل وسوسته أى : فهو سبب السبب ، وسبب السبب سبب ، فهو من الإسناد للسبب بواسطة (قوله : إنه لهما لمن الناصحين) بكسر همزة إن : جوابا للمقاسمة ، وبفتحها بناء على نزع الخافض أى : على أنه (قوله : مفعول به) أى : لأن الاتقاء منه نفسه لا فيه حتى يكون مفعولا فيه.
واعلم أن أصل تتقون : توتقون من الوقاية ، وهى فرط الصيانة متعد إلى مفعولين ، والأول محذوف ، والثانى يوما على حذف المضاف أى : عذاب يوم حذف للاستغناء عنه ، والمعنى : فكيف تتقون أنفسكم عذاب يوم : كيف تصونون أنفسكم من عذاب يوم ، وقد يستعمل الاتقاء بمعنى الحذر ، وحينئذ يكون متعديا لواحد ، ويصح إرادة ذلك هنا أيضا ، والمعنى : فكيف تحذرون من عذاب ذلك اليوم ، والحاصل أن فى جعل يوما مفعولا به لتتقون وجهين : كونه مفعولا به ثانيا أو مفعولا به فقط ، ويحتمل أن يكون يوما مفعولا به لكفرتم ، والمعنى حينئذ فكيف تحصل لكم الوقاية أو الحذر إن كفرتم فى الدنيا يوما يجعل الولدان شيبا ، على أن يكون الفعل الذى هو تتقون منزلا منزلة اللازم؟ وتضمين كفرتم : أنكرتم وجحدتم ، ويصح أن يكون يوما مفعولا لكفرتم ، ومفعول تتقون : محذوف ، والمعنى : فكيف تتقون عذاب الله الذى أمرتم باتقائه إن كفرتم فى الدنيا وجحدتم يوما يجعل الولدان شيبا ، وهو المشتمل على ذلك العذاب ، ويحتمل أن يكون يوما نصبا على الظرفية ، والمعنى : فكيف لكم بالتقوى فى يوم يجعل إلخ ،
__________________
(١) الأعراف : ٢٧.