نظير لتنزيل وجود الشىء منزلة عدمه بناء على وجود ما يزيله فإنه نزل ريب المرتابين منزلة عدمه تعويلا على وجود ما يزيله حتى صح نفى الريب على سبيل الاستغراق ، كما نزل الإنكار منزلة عدمه لذلك حتى صح ترك التأكيد (وهكذا) أى : مثل اعتبارات الإثبات (اعتبارات النفى) من التجريد عن المؤكدات فى الابتدائى وتقويته بمؤكد استحسانا فى الطلبى ، ووجوب التأكيد بحسب الإنكار فى الإنكارى ؛ تقول لخالى الذهن : ما زيد قائما ، أو : ليس زيد قائما ، وللطالب : ما زيد بقائم وللمنكر : ...
______________________________________________________
(قوله : نظير) أى : لأمثال لجعل المنكر كغيره ، وقوله لتنزيل وجود الشىء منزلة عدمه ، اعترض بأن نظير الشىء يجب أن يكون خارجا عن سائر أفراده مع أن تنزيل ريب المرتابين بمنزلة العدم من أفراد تنزيل وجود الشىء منزلة عدمه ، فالأولى أن يقول : إنه نظير لتنزيل الإنكار منزلة عدمه وأجيب بأن هذا الإيراد إنما جاء من توهم أن اللام صلة لنظير ، ونحن نقول : إن اللام لام الأجل وصلة النظير محذوفة ، والتقدير نظير لتنزيل إنكار منزلة عدمه ، لأجل تنزيل وجود الشىء منزلة عدمه فى كل منهما ، فالمقصود من التعليل بيان وجه الشبه بين النظيرين ، ويصح جعل اللام بمعنى (في) أى نظير المبحث المتقدم فى تنزيل إلخ (قوله : على وجود ما يزيله) أى : من الدليل الذى لو تأمل فيه لزال ذلك الشىء الموجود (قوله : على سبيل الاستغراق) أى : المفهوم من وقوع النكرة فى سياق النفى وهو (لا) لأن النكرة فى سياق النفى تعم عموما شموليا (قوله : كما نزل الإنكار) أى : المشار له بالمبحث المتقدم ، وقوله لذلك أى : للتعويل على وجود ما يزيل إنكارهم لو تأملوه (قوله : وهكذا اعتبارات النفى) عطف على محذوف دل عليه السياق أى : هذا الذى ذكر أمثلة اعتبارات الإسناد فى الإثبات وهكذا إلخ ، أى : وهكذا أمثلة اعتبارات الإسناد فى النفى ، وإفراد اسم الإشارة مع أنه عائد على الاعتبارات باعتبار ما ذكر (قوله : أى مثل اعتبارات إلخ) أى : مثل أمثلة الاعتبارات الواقعة فى الإسناد فى الإثبات أى فى الكلام المثبت من ترك التأكيد مع الخالى ، والتأكيد استحسانا مع المتردد ووجوبا بقدر الإنكار مع المنكر (قوله : اعتبارات النفى) أى : أمثلة الاعتبارات الواقعة فى الإسناد فى الكلام المنفى.