وضعف بنائه (و) يجعل (المنكر كغير المنكر إذا كان معه) أى : مع المنكر (ما إن تأمله) أى : شىء من الدلائل والشواهد إن تأمل المنكر ذلك الشىء (ارتدع) عن إنكاره ، ومعنى كونه معه : أن يكون معلوما له مشاهدا عنده ...
______________________________________________________
بفتح الغين المعجمة أى : نفعه (قوله : بنائه) بفتح الموحدة أى بنيته وذاته وفى بعض النسخ ثباته (قوله : ويجعل المنكر) أى : ينزل وكذلك الطالب المتردد.
(قوله : كغير المنكر) هو وإن صدق بخالى الذهن والعالم بالحكم والمتردد فيه إلا أن المراد خصوص الأول ، فإذا نزل المنكر أو المتردد منزلته ألقى الخبر لهما غير مؤكد ولا يدخل فيه المتردد الطالب ، إذ لا ثمرة لجعل المنكر مثله ؛ لأن كلا منهما يلقى إليه الخبر مؤكدا وحمله على معنى جعل المنكر : كالطالب ، فيستحسن التأكيد له فقط بعد أن كان واجبا فى غاية البعد ، إذ الوجوب وعدمه أمر خفى لا اطلاع عليه إلا أن يقال : تظهر ثمرة التنزيل بالنسبة لقلة التأكيد بعد أن كان كثيرا ، ولا يدخل أيضا العالم بالحكم إذا لا معنى لتنزيل المنكر منزلة العالم فى إلقاء الخبر إليه ؛ لأن تنزيله منزلة العالم يقتضى عدم خطابه (قوله : إن تأمله) أى : تأمل فيه ؛ التأمل النظر فى الشىء (قوله : أى شىء من الدلائل) أى : ولو واحدا منها (قوله : والشواهد) تفسير لما قبله وكأن نكتة التفسير الإشارة إلى أن المراد بالدلائل ما يشمل القرائن ونحوها ، وليس المراد بها خصوص الأدلة الاصطلاحية ، فإنها تخص بغير القرائن فتأمل.
(قوله : إن تأمل المنكر ذلك الشىء) أى : إن تفكر المنكر فى ذلك الشىء وفى كلامه إشارة إلى أن الصلة فى كلام المصنف جرت على غير من هى له ، وإنما لم يبرز المصنف الضمير جريا على المذهب الكوفى لظهور أن التأمل إنما يكون من المنكر لا من الدلائل (قوله : ارتدع) أى : رجع عن إنكاره ، وانتقل إلى مرتبة المتردد أو خالى الذهن (قوله : أن يكون معلوما له) أى : متصورا له وهذا بالنظر للأدلة العقلية وقوله : مشاهدا عنده أى : بالحس ، وهذا بالنظر للأدلة الحسية ، ثم إن تفسير الشارح المعية بالمعلومية والمحسوسية ، وتفسيرها (ما) الموصوفة بالدليل يصير المعنى عليه إذا كان عالما بالدليل الذى إذا تأمله ارتدع فيتوجه عليه أشكال ، وحاصله أن الإنسان متى علم بالدليل علم