(مطابقته لاعتقاد المخبر ولو) كان ذلك الاعتقاد (خطأ) غير مطابق للواقع (و) كذب الخبر (عدمها) أى : عدم مطابقته لاعتقاد المخبر ولو كان خطأ فقول القائل : السماء تحتنا معتقدا ذلك ـ صدق ، وقوله : السماء فوقنا غير معتقد ذلك ـ كذب ، ...
______________________________________________________
(قوله : مطابقته) أى : مطابقة حكمه ، وقوله لاعتقاد المخبر : لعل المراد لما فى اعتقاد المخبر أو لاعتقاده باعتبار ما فيه ، أو لمعتقد المخبر ، وحاصله أن الصدق عنده مطابقة النسبة الكلامية للنسبة المعتقدة للمخبر وهى التى فى ذهنه (قوله : ولو كان ذلك الاعتقاد خطأ) الواو للعطف على محذوف أى : سواء كان ذلك الاعتقاد غير خطأ ، بل ولو كان خطأ أو أن (لو) للمبالغة أى : هذا إذا كان الاعتقاد صوابا ، بل ولو كان خطأ فما قبل المبالغة أولى بالحكم ؛ وذلك لكون كل من النسبة الكلامية والاعتقاد صوابا كما فى قولك : السماء فوقنا حال كونك معتقدا ذلك وما بعد المبالغة كقولك : السماء تحتنا معتقدا ذلك ، فإن النسبة الكلامية وافقت الاعتقاد والاعتقاد خطأ (قوله : غير مطابق) تفسيرا لقوله خطأ ، فكان المناسب التعبير بأى التفسيرية (قوله : أى عدم مطابقته) أى : عدم مطابقة نسبته المفهومة منه (قوله : ولو كان خطأ) أى : هذا إذا كان الاعتقاد غير خطأ ، بل ولو كان خطأ وأخذ الشارح ذلك من رجوع الضمير فى قول المصنف عدمها للمطابقة المفيدة بالمبالغة فهو غير زائد على المصنف (قوله : معتقدا ذلك) أى : ما ذكر من التحتية (قوله : غير معتقد ذلك) أى : ما ذكر من الفوقية والأولى أن يقول : معتقدا خلاف ذلك ؛ لأن ما قاله صادق بصورتين ما إذا اعتقد عدم ذلك ، وما إذا لم يوجد منه اعتقاد أصلا وهو الشاك ، فيكون خبر الشاك داخلا فى الكذب فلا يتأتى له الإشكال الآتى له بعد ذلك ، ولو قال مثل ما قلنا لكان قاصرا على الصورة الأولى وتكون الصورة الثانية واسطة فيتأتى حينئذ الإشكال ، وقد يقال إنما عبر بقوله غير معتقد ذلك ؛ لأنه المطابق للتعريف بعدم مطابقة الاعتقاد الصادق بالصورتين كذا قال عبد الحكيم وقال الغنيمى.
قوله : غير معتقد ذلك : محمول على اعتقاد خلافه ؛ لأن موضوع المسألة أن المتكلم عنده اعتقاد إما لنسبة الخبر أو خلافها ، وأما إذا انتفى الاعتقاد كما فى الشاك