يعرف تمييز السالم من الغرابة عن غيره ؛ بمعنى أن من تتبع الكتب المتداولة وأحاط بمعانى المفردات المأنوسة علم أن ما عداها مما يفتقر إلى تنقير أو تخريج فهو غير سالم من الغرابة ، وبهذا يتبين فساد ما قيل : إنه ليس فى علم متن اللغة ...
______________________________________________________
فى بيان معناه إلى البحث فى الكتب المبسوطة فى اللغة ، ومثل : (مسرج) (١) غريب يحتاج إلى تخريج على وجه بعيد ، وإن هذا اللفظ مثل (اجتمعتم) ليس بغريب مع أنه لم يذكر ذلك فى علم اللغة أصلا ، وحاصل ما أجاب به الشارح أن مراد المصنف بكون الغرابة تبين فى متن اللغة أن بهذا العلم يعرف السالم من الغرابة من غير السالم ، بمعنى : أن من تتبع إلى آخر ما قال وأنت خبير بأن المناسب لهذا التقرير أن يقول المصنف : منه ما يستفاد من علم متن اللغة إلخ ، كما لا يخفى.
(قوله : يعرف تمييز إلخ) إن أريد التمييز ذهنا ، وهو معرفة السالم من غيره احتيج لتقدير مضاف أى : يعرف متعلق تمييز ، وإلا كان المعنى به يعرف معرفة السالم ولا يخفى تهافته ، وإن أريد التمييز خارجا وهو التكلم بالسالم وترك التكلم بغير السالم فالأمر ظاهر (قوله : علم أن ما عداها إلخ) أى : لأن الأشياء تبين بأضدادها (قوله : إلى تنقير) أى : زيادة بحث وتفتيش لعدم وجوده فى الكتب المتداولة : كالقاموس والأساس والمصباح والمختار.
(قوله : أو تخريج) أى : على وجه بعيد ، فالأول مثل : تكأكأتم (٢) وافرنقعوا (٣) ، والثانى مثل : مسرج (قوله : وبهذا) أى : بما ذكر من قوله بمعنى : أن من تتبع إلخ (قوله : ما قيل) أى : اعتراضا من بعض الشراح وهو الزوزنى على المصنف ، ومنشأ ذلك الاعتراض النظر لظاهر كلام المصنف ؛ لأن قوله منه ما يبين فى علم متن اللغة : كالغرابة يقتضى أنه يذكر فى كتب علم اللغة أن بعض الكلمات الغريبة مثل : تكأكأتم يحتاج فى معرفة معناها إلى البحث فى الكتب المبسوطة فى اللغة ؛ لأنها من ما صدقات الغرابة التى حكم
__________________
(١) وردت فى قول رؤبة بن العجاج :
ومقلة وحاجبا مزجّجا |
|
وفاحما ومرسنا مسرّجا |
(٢) اجتمعتم.
(٣) انصرفوا.