لأنه يقال على ما يقابل المركب ، وعلى ما يقابل المثنى والمجموع ، وعلى ما يقابل الكلام. ومقابلته الكلام هاهنا قرينة دالة على أنه أريد به المعنى الأخير ؛ أعنى ما ليس بكلام ...
______________________________________________________
لم يتم قوله أو لا يقال : كلمة فصيحة إلا أن تحمل الكلمة على ما يعم المركب الناقص.
(قوله : لأنه) أى : المفرد يقبل أى : يحمل على ما يقابل المركب ، وذلك القول فى باب الكلام.
(قوله : وعلى ما يقابل المثنى) أى : ويقال على ما يقابل المثنى ، أو المجموع. أى : والملحق بهما وهو الأسماء الستة الشامل للمضاف ، وذلك القول فى باب الإعراب. أى : ويقال على ما يقابل المضاف والشبيه به الشامل للمثنى والمجموع ، وذلك فى باب المنادى واسم لا ، ويقال : على ما ليس جملة ولا شبيها بها وذلك فى باب المبتدأ والخبر. (قوله : وعلى ما يقابل الكلام) أى : الشامل للمركب الناقص وهو المراد هنا ، واعلم أن إطلاق المفرد على هذه الأمور كلها إطلاقات حقيقية ، وإذا كان كذلك فدخول المركب الناقص فيه لا يلزم عليه تجوز ، بخلاف دخول المركب الناقص فى الكلام بحيث يراد بالكلام المركب مطلقا ، فإنه يلزم عليه التجوز. (قوله : ومقابلته إلخ) جواب عما يقال إن المشترك لا يفهم منه معنى معين بدون قرينة فما القرينة هنا؟ على أن المراد بالمفرد هنا ما قابل الكلام ، فأجاب بقوله : ومقابلته إلخ. لا يقال : قد يعكس. فيقال : مقابلة الكلام بالمفرد تدل على أن المراد بالكلام ما ليس بمفرد ؛ لأنا نقول إطلاق الكلام على ما ليس بمفرد مجاز مخالف لاصطلاح النحاة واللغويين بخلاف إطلاق المفرد على ما ليس بكلام ، فإنه اصطلاح ، والمتبادر من الألفاظ حملها على معانيها بحسب الاصطلاح هذا. واعلم أنه يلزم على ما قاله الشارح من أن المراد بالمفرد هنا ما قابل الكلام أمور ثلاثة :
الأول : أن يكون المركب الناقص الخالى عما يخل بفصاحة المفرد من تنافر الحروف والغرابة ومخالفة القياس ، فصيحا من اشتماله على ما يخل بفصاحة الكلام من تنافر الكلمات وضعف التأليف والتعقيد. نحو إن كان : (قرب قبر حرب قبر) (١)
__________________
(١) انظر البيت فى البيان والتبيين (١ / ٦٥) ، ودلائل الإعجاز (٥٧٠) تحقيق : شاكر.