وفيه نظر ؛ إنما يصح ذلك لو أطلقوا على مثل هذا المركب أنه كلام فصيح ، ولم ينقل ذلك عنهم ، واتصافه بالفصاحة يجوز أن يكون باعتبار فصاحة المفردات ، على أن الحق أنه داخل فى المفرد ...
______________________________________________________
إذا ما الغانيات برزن يوما |
|
وزجّجن الحواجب والعيونا |
فإن هذا البيت غير مفيد ؛ لعدم ذكر جواب الشرط ، مع أنه فصيح بإجماع ضرورة فصاحة كلماته. (قوله : وفيه نظر) أى : فى إدخال المركب الناقص فى الكلام نظر (قوله : لأنه إنما يصح ذلك) أى : دخول المركب الناقص فى الكلام. (قوله : لو أطلقوا) أى : العرب. (قوله : ولم ينقل ذلك عنهم) أى : والمنقول عنهم إنما هو وصفه بالفصاحة دون وصفه بأنه كلام. حيث قالوا مركب فصيح ، ووصفه بالفصاحة لا يستلزم تسميته كلاما حتى يدخل فى مسماه ، لأن الوصف بالفصاحة أعم من التسمية بالكلام والأعم لا يستلزم الأخص ، فيجوز أن يكون وصفه بالفصاحة لكون كلماته فصيحة لا لكونه كلاما مركبا فبطل هذا التأويل وهو إدخال المركب الناقص فى الكلام. (قوله : واتصافه إلخ) لما أبطل جواب الخلخالى وبقى الاعتراض بالقصور واردا على المصنف. أشار الشارح لدفعه بأنه غير وارد بالكلية. بقوله : واتصافه بالفصاحة. أى : فى قولهم مركب فصيح إلخ. (قوله : باعتبار فصاحة المفردات) أى : باعتبار أن مفرداته متصفة بالفصاحة لا باعتبار أنه مركب ، وإذا كان كذلك فهو داخل فى المفرد من غير تأويل فى المفرد. سلمنا أن اتصافه بالفصاحة لذاته أى باعتبار أنه مركب فيحتاج للتأويل ، لكن الحق فى التأويل خلاف ما قلت يا خلخالي!! (قوله باعتبار إلخ) أى : فيكون وصفه بالفصاحة من باب وصف الشىء بوصف أجزائه ، فوصفه بها عرضى لا ذاتي. (قوله : على أن الحق إلخ) على للاستدراك بمعنى لكن ، فلا تتعلق بشىء. فكأنه قال : لكن الحق أنه داخل إلخ. فبعد أن أجاب بأن وصف المركب الناقص بالفصاحة على طريق العرضية ، ظهر له بعد ذلك أنه يوصف بها بالنظر لذاته ، وأنه لا بد من التأويل فى كلام المصنف ليشمله ، وإلا كان قاصرا ، لكن لا يؤول بما أول به الخلخالى. بحيث أنه يدخل هذا المركب فى الكلام بل يدخل فى المفرد بقرينة مقابلته للكلام ، وفى هذا الجواب بحث. إذ لو كان داخلا فيه