وما يلائم ذلك ، ولا يخفى وجه ارتباط المقاصد بذلك. والفرق بين مقدمة العلم ومقدمة الكتاب مما خفى على كثير من الناس.
______________________________________________________
العلم المتعلق بها. (قوله : وما يلائم ذلك) عطف على معنى الفصاحة. أى : ولبيان ما يلائم ذلك. أى : معنى الفصاحة والبلاغة ، والمراد بذلك الملائم : النسبة بين الفصاحة والبلاغة ومرجع البلاغة. (قوله : ارتباط المقاصد بذلك) أى : بما ذكر مما احتوت عليه المقدمة أو بالبيان المذكور ، وأشار بهذا إلى أن المقدمة المذكورة هنا مقدمة كتاب لا مقدمة علم ؛ لأن مقدمة العلم ما يتوقف عليه الشروع فى مسائله كالحد والموضوع والغاية إلخ والمصنف لم يذكرها كلها فيها وإن كان قد ذكر فيها غايات العلوم الثلاثة ، حيث قال فى آخرها : وما يحترز به إلخ ، ويصح جعلها مقدمة علم أيضا بهذا الاعتبار. (قوله : والفرق إلخ) قد علمت محصله وهو : أن مقدمة الكتاب اسم لمجموع الطائفة من الكلام اللفظى التى يقدمها المصنف أمام المقصود لارتباط له بها ؛ فما لم يقدمه وإن حصل به الارتباط والانتفاع لا يصدق عليه التعريف. ومقدمة العلم معان مخصوصة يتوقف عليها الشروع فيه. (قوله : فى الأصل) أى : فى اللغة إلخ : لما كان الواقع فى كتب اللغة ذكر معان متعددة للفصاحة ، وكلها يدل على الظهور ، ولما لم يتحقق الشارح من تلك المعانى الحقيقى من المجازى لما وقع فى ذلك من الاختلاف والاشتباه. أتى فى بيانها. أى : الفصاحة بما يجمع معانيها الحقيقية والمجازية ، وهو الإنباء عن الظهور والإبانة ، فهذا نكتة قول الشارح : (تنبئ عن الظهور والإبانة) دون أن يقول هى الظهور والإبانة ، وتوضيح ذلك أن الفصاحة تطلق فى اللغة على معان كثيرة ، فتطلق على نزع الرغوة وذهاب اللبأ من اللبن. يقال : سقاهم لبنا فصيحا أخذت رغوته ونزعت منه ، أو ذهب لبؤه وخلص منه. قال فى" الأساس" : إن هذين المعنيين حقيقيان ثم قال : ومن المجاز سرينا حتى أفصح الصبح أى : بدا ضوءه وحتى بدا الصباح المفصح. أى : الذى لا ظلمة فيه وهذا يوم مفصح وفصح لا غيم ولا قر ، وجاء فصح النصارى. أى : عيدهم ، وهذا مفصحهم. أى : مكان بروزهم ، وأفصحوا عيّدوا.
أفصح العجمى. تكلم بالعربية. وفصح : انطلق لسانه ، وخلصت لغته عن اللكنة ، وأفصح الصبى فى منطفه : فهم ما يقول فى أول ما يتكلم. وأفصح إن كنت صادقا. أى : بيّن. اه.