وهم كما سنبين إن شاء الله تعالى.
ولما انجر كلامه فى آخر هذه المقدمة إلى انحصار المقصود فى الفنون الثلاثة ناسب ذكرها بطريق التعريف العهدى بخلاف المقدمة ؛ ...
______________________________________________________
فى الفنون الثلاثة ، والمقدمة غير حاصر إذ من جملة أجزاء الكتاب الخاتمة ، فكان على الشارح ذكرها (قوله : وهم) بفتح الهاء. أى : غلط والمراد به الخطأ ؛ لأن الغلط إنما يستعمل فى خطأ اللسان وخطأ الذهن كما هنا لا يقال : فيه غلط بل خطأ (قوله : كما سنبين) أى : فى أول الخاتمة نقلا عن المصنف فى الإيضاح أن الخاتمة من الفن الثالث.
قال الشارح هناك : ومما يدل على ذلك أن المصنف حصر فى آخر المقدمة أجزاء الكتاب فى الفنون الثلاثة ، ولم يلتفت لذكر الخاتمة (قوله : إلى انحصار المقصود) أى : بالذات.
(قوله : بطريق التعريف العهدى) أى : الذكرى. إن قلت : إن أل التى لتعريف العهد الذكرى ضابطها أن يتقدم ذكر لمدخولها ، وما هنا ليس كذلك ، إذ لم يسبق على العنوان فى التراجم تعبير بعنوان فن أول وفن ثان. وفن ثالث ، وإنما الذى ذكره فى آخر المقدمة ما يحترز به عن الخطأ فى تأدية المعنى المراد فهو علم المعاني ، وما يحترز به عن التعقيد المعنوى فهو علم البيان ، وما يعرف به وجوه تحسين الكلام فهو علم البديع ، ولا شك أن هذا العنوان غير عنوان الفن الأول ، والفن الثانى ، والفن الثالث ، وحينئذ فلا يصح جعلها للعهد الذكرى ، وأجيب بأن أل التى للعهد لذكرى يكتفى بتقدم ذكر مدخولها تقديرا كما هنا ، وتوضيح ذلك أن المصنف لما أخبر فى آخر المقدمة أن علم البلاغة منحصر فى علم المعانى والبيان والبديع ، وذكر أن واحدا يحترز به عن الخطأ فى تأدية المعنى المراد ، وواحدا يحترز به عن التعقيد المعنوى ، وواحدا يعرف به وجوه محسنات الكلام علم أنها فنون. أى : ضروب مختلفة ، ومعلوم مما تقدم من قوله (لما كان علم البلاغة وتوابعها) إلى قوله (ألفت مختصرا) أن مقصود الكتاب منحصر فى علم البلاغة وتوابعها فحصل لنا مقدمتان : مقصود الكتاب منحصر فى علم البلاغة وتوابعها ، وعلم البلاغة منحصر فى فنون ثلاثة : ينتج مقصود الكتاب منحصر فى فنون ثلاثة ، ومعلوم أن الفنون الثلاثة المذكورة فى الكتاب يكون واحد منها أول ، وواحد ثان ، وواحد ثالث ،