كره المشركون. اللهم من حرّمه ، فاني لا أحرّمه. ومن تركه فاني لا أتركه.
ووقع على أم موسى. فحملت. فوضع على أم موسى ، قابلة ، تحرسها.
فإذا قامت ، قامت. وإذا قعدت ، قعدت. فلما حملته أمه ، وقعت عليه المحبة.
وكذلك حجج الله على خلقه.
فقالت لها القابلة : مالك يا بنية ، تصفرين وتذوبين؟
قالت : لا تلوميني. فاني إذا ولدت ، أخذ ولدي ، فذبح.
قالت : لا تحزني. فاني سوف أكتم عليك. فلم تصدقها.
فلما أن ولدت التفتت اليها وهي مقبلة. فقالت : ما شاء الله.
فقالت لها : ألم أقل اني سوف أكتم عليك؟
ثم حملته. فأدخلته المخدع. وأصلحت أمره. ثم خرجت الى الحرس.
فقالت : انصرفوا ـ وكانوا على الباب ـ فإنما خرج دم مقطع (١). فانصرفوا ـ الحديث وهو بتمامه ، مذكور في القصص ـ.
وفي كتاب الغيبة (٢) : للشيخ الطوسي ـ رحمه الله ـ بإسناده الصادق ـ عليه السلام ـ حديث طويل ، يقول فيه ـ عليه السلام ـ : أما مولد موسى ـ عليه السلام ـ فان فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده ، أمر بإحضار الكهنة. فدلوا على نسبه وأنه يكون من بني إسرائيل. فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل ، حتى قتل في طلبه نيف وعشرون ألف مولود. وتعذر عليه الوصول ، الى قتل موسى ـ عليه السلام ـ بحفظ الله تعالى ، إياه] (٣).
(وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ) ، محنة ، ان أشير بذلك ، الى صنعهم. ونعمة ان أشير
__________________
(١) المصدر : منقطع. وهو الظاهر.
(٢) الغيبة / ١٠٦.
(٣) ما بين القوسين ليس في أ.