فقال الرجل : فما تفسير قول (١) (اللهِ)؟
فقال : هو الذي يتألّه اليه عند الحوائج والشدائد ، كل مخلوق ، عند انقطاع الرجاء من جميع من [هو] (٢) دونه. وتقطع الأسباب من كل من سواه. وذلك أن كل مترائس في هذه الدنيا ومتعظم فيها وان عظم غناؤه وطغيانه وكثرت حوائج من دونه اليه ، فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم. وكذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها ، فينقطع الى الله عند ضرورته وفاقته ، حتى إذا كفى همه ، عاد الى شركه. أما تسمع الله ـ عز وجل ـ يقول : (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ) (٣). فقال الله ـ جل جلاله ـ لعباده : أيها الفقراء الى رحمتي! اني قد ألزمتكم الحاجة الي ، في كل حال وذلة العبودية في كل وقت. قال : فافزعوا في كل أمر تأخذون فيه وترجون تمامه وبلوغ غايته ، فاني ان أردت أن أعطيكم ، لم يقدر غيري على منعكم. وان أردت أن أمنعكم ، لم يقدر غيري على إعطائكم. فأنا أحق من سئل. وأولى من تضرع اليه. فقولوا عند افتتاح كل أمر صغير ، أو عظيم : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، أي : أستعين على هذا الامر ، بالله. الذي لا تحق العبادة لغيره. المغيث إذا استغيث. المجيب إذا دعي. الرحمن الذي يرحم ، ويبسط الرزق علينا.
الرحيم بنا ، في أدياننا ودنيانا وآخرتنا. وخفف علينا الدين ، وجعله سهلا خفيفا وهو يرحمنا بتمييز من أعدائه) (٤).
__________________
(١) المصدر : قوله.
(٢) يوجد في المصدر.
(٣) الانعام / ٤١.
(٤) ما بين القوسين ليس في أ.