(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا ، فَيَقُولُونَ : ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً. يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً). فرد الله عليهم. فقال : (وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) ـ الى آخر الاية.
والمراد من قوله ـ عليه السلام ـ : ان هذا المثل ، ضربه لأمير المؤمنين ، أنه يصير مصداق البعوضة المذكورة في الاية ، أمير المؤمنين. لا أن المثل بالبعوضة ، وقع له. ومن قوله : فالبعوضة أمير المؤمنين ، أنه مع عظمته بالنسبة الى جبروته تعالى ، ليست له عظمة. وأنه بالنسبة اليه تعالى ، كالبعوضة ، بالنسبة الى المخلوقين.
يدل على ذلك ، ما روى في التفسير المنسوب الى مولانا العسكري ـ عليه السلام (١) ـ من أنه قيل للباقر ـ عليه السلام ـ ان بعض من ينتحل موالاتكم ، يزعم أن البعوضة ، عليّ. وما (٢) فوقها وهو الذباب ، محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فقال الباقر ـ عليه السلام ـ : سمع هؤلاء شيئا ، لم يضعوه على وجهه. انما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قاعدا ، ذات يوم. وعلي (٣) ـ عليه السلام ـ إذ سمع قائلا يقول (٤) : ما شاء الله وشاء محمد. وسمع آخر يقول : ما شاء الله وشاء علي.
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : لا تقرنوا محمدا وعليا ، بالله ـ عز وجل ـ ولكن قولوا : ما شاء الله. ثم (٥) ما شاء محمد ، ما شاء الله. ثم (٦) ما شاء علي. ان مشيئة
__________________
(١) تفسير العسكري / ١٠١ ـ ١٠٢.
(٢) أ ، : وان ما.
(٣) المصدر : هو وعلى.
(٤) أ : قائلا يقول : ما شاء الله. ثم ما شاء محمد ما شاء الله. ثم ما شاء على. ان مشية الله هي.
(٥) «ما شاء الله. ثم» ليس في المصدر.
(٦) «ما» ، ليس في المصدر.