بهم ، عنه عذابها. الا بتنكبهم (١) عن موالاة مخالفيهم ، وموازرة شانئيهم. (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، من أداء الفرائض واجتناب المحارم. ولم يكونوا كهؤلاء الكافرين بك ، (أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) ، من تحت شجرها ومسكنها.
(كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً ، قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) ، من أنواع الأقذار. (وَهُمْ فِيها خالِدُونَ) ، مقيمون في تلك البساتين والجنان.
وفي تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي (٢) ، قال : حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري ، قال : حدثنا حيان بن علي الغنوي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (الاية) نزلت في علي وجعفر وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ) (٣).
قال بعض الفضلاء : وان أردت تأويل الاية ، في بعض بطونها ، فاعلم : أن الجنات ثلاثة : جنة الاختصاص الالهي ، وهي التي يدخلها الأطفال الذين لم يبلغوا والمجانين الذين ما عقلوا. وأهل الفترات. ومن لم يصل اليه دعوة رسول. والجنة الثانية ، جنة ميراث ينالها كل من دخل الجنة ، ممن ذكرنا ومن المؤمنين. وهي الأماكن التي كانت معينة لأهل النار ، لو دخلوها. والجنة الثالثة ، جنة الأعمال.
وهي التي ، ينزل الناس فيها ، بأعمالهم. فمن كان له من الأعمال أكثر ، كان له
__________________
(١) النسخ والمصدر : بتنبكهم. والمتن موافق لتفسير البرهان ، الذي نقل فيه عن المصدر.
(٢) تفسير الفرات / ٢.
(٣) ما بين القوسين ليس في أ.