(وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) :
من خلوت بفلان واليه ، إذا انفردت معه ، أي : إذا انفردوا مع شياطينهم. أو من خلاك ذم ، أي : عداك ومضى عنك. ومنه ، القرون الخالية ، أي : الماضية.
أي ، إذا مضوا عن المؤمنين ، الى شياطينهم.
واستعمال «خلا» ، «بالي» ، على هذين المعنيين ظاهر. أو ، خلوت به ، إذا سخرت منه (١). وحينئذ يحتاج في استعماله «بالي» الى تضمين معنى الإنهاء ، أي : إذا سخروا من المؤمنين ، منهين (٢) هذه السخرية ، الى شياطينهم. وهذا كما تقول : أحمد اليك فلانا ، أي : أحمده منهيا ذلك الحمد ، اليك.
و «شياطينهم» ، أصحابهم. الذين ماثلوا الشياطين ، في تمردهم ، منافقين كانوا ، أو مشركين. فيكون من قبيل الاستعارة. وجعل سيبويه ، تارة ، نونه أصلية ، على أنه من شطن ، إذا بعد. فهو بعيد عن الصلاح. ويشهد له قولهم : «تشيطن».
وأخرى زائدة ، على أنه من «شاط» ، إذا بطل. ومن أسمائه الباطل.
(قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ) : في عدم الايمان بمحمد ـ صلى الله عليه وآله ـ.
وخاطبوا المؤمنين المنكرين بالفعلية ، مجردة عن التأكيد ، وشياطينهم الذين لا ينكرون (٣) ، بالاسمية ، مؤكدة. والقياس العكس. لأنهم كانوا مع المؤمنين ، بصدد (٤) الاخبار ، بحدوث الايمان منهم.
وتركوا التأكيد ، لعدم الباعث عليه (٥) ، من بواطنهم ، من صدق رغبة (٦) ووفور
__________________
(١) أ : ومنه.
(٢) أ : فنهين.
(٣) أ : يذكرون.
(٤) أ : بصدر.
(٥) أ : اليه.
(٦) أ : وفيه.