وأيضا ، لو قدر
المتعلق خاصا ، بقرينة سابقة ، كان رفعا ، للإيجاب الكلي.
فلا حاجة حينئذ
، الى تقدير عمومه. فليتأمل.
وأقول : يحتمل
أن يكون قوله «بمؤمنين» ، غير متعد الى شيء ، أصلا.
والمعنى ، ليس
لهم وجد حقيقة الايمان. (بل ما وجد لهم ، من النفاق.
وفي كتاب
الخصال : عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين ـ في
حديث طويل : والنفاق على أربع دعائم : على الهوى ، والهوينا ، والحفيظة ، والطمع.
فالهوى على أربع شعب : على البغي ، والعدوان ، والشهوة ،
والطغيان. فمن بغى كثرت غوائله وعلاته. ومن اعتدى ، لم تؤمن بوائقه ، ولم يسلم
قلبه. ومن لم يعزل نفسه عن الشهوات ، خاض في الخبيثات. ومن طغى ، ضل على غير يقين.
ولا حجة له.
وشعب الهوينا :
الهيبة والغرة ، والمماطلة والأمل. وذلك لأن الهيبة ترد على دين الحق ، وتفرط
المماطلة في العمل ، حتى يقدم الأجل. ولو لا الأمل ، علم الإنسان ، حسب ما هو فيه.
ولو علم حسب ما هو فيه ، مات من الهول والوجل.
وشعب الحفيظة :
الكبر ، والفخر ، والحمية ، والعصبية. فمن استكبر ، أدبر ، ومن فخر فجر ، ومن حمى
، أضر. ومن أخذته العصبية جار ، فبئس الأمر ، أمر بين الاستكبار والأدبار ، وفجور
وجور.
وشعب الطمع ،
أربع : الفرح ، والمرح ، واللجاجة ، والتكاثر. والفرح ، مكروه عند الله ـ عز وجل.
والمرح ، خيلاء. واللجاجة ، بلاء لمن اضطرته الى حبائل الاثام. والتكاثر ، لهو
وشغل واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ،
__________________