وإن أخرجت من هذه الحروف السين واللام ، وضممت إليها الطاء والدال ، والجيم ، صارت أحد عشر حرفا ، تسمى حروف البدل ، وسيأتيك ذلك مفصّلا إن شاء الله ، ولسنا نريد البدل الذي يحدث مع الإدغام ، وإنما نريد البدل في غير إدغام.
ومن الحروف حرف منحرف ، لأن اللسان ينحرف فيه مع الصوت ، وتتجافى ناحيتا مستدقّ اللسان عن اعتراضهما على الصوت ، فيخرج الصوت من تينك الناحيتين ، ومما فويقهما ، وهو اللام.
ومنها المكرّر ، وهو الراء ، وذلك أنك إذا وقفت عليه رأيت طرف اللسان يتعثر بما فيه من التكرير ، ولذلك احتسب في الإمالة بحرفين.
واعلم أن في الحروف حروفا مشربة ، تحفز في الوقف ، وتضغط عن مواضعها ، وهي حروف القلقلة (١) ، وهي القاف ، والجيم ، والطاء ، والدال ، والباء ، لأنك لا تستطيع الوقوف عليها إلا بصوت ، وذلك لشدة الحفز والضغط ، وذلك نحو : الحق واذهب واخلط واخرج وبعض العرب أشد تصويتا.
ومن المشربة حروف يخرج معها عند الوقف عليها نحو النفخ إلا أنها لم تضغط ضغط الأول ، وهي : الزاي ، والظاء ، والذال ، والضاد ، وبعض العرب أشدّ تصويتا.
فأما حروف الهمس فإن الصوت الذي يخرج معها نفس ، وليس من صوت الصدر ، وإنما يخرج منسلا (٢) وليس كنفخ الزاي ، والظاء والذال والضاد والراء شبيهة بالضاد.
ومن الحروف ما لا تسمع بعده شيئا مما ذكرناه ، لأنه لم يضغط ، ولم يجد منفذا ، وهي : الهمزة ، والعين ، والغين ، واللام ، والنون ، والميم ، وجميع هذه الحروف التي تسمع معها في الوقف صوتا ، متى أدرجتها ووصلتها زال ذلك الصوت ، لأن أخذك في صوت آخر ، وحرف سوى الأول ، يشغلك عن إتباع الحرف الأول
__________________
(١) القلقلة (في علم التجويد) : أن ينتهي النطق بالحرف الساكن بحركة خفيفة ، ولا يكون إلا في حرف شديد غير مهموس ، وهي حروف «قطب جد».
(٢) منسلا : خارجا في خفية. مادة (سلّ). اللسان (٣ / ٢٠٧٤).