والرخو : هو الذي يجري فيه الصوت ، ألا ترى أنك لو قلت : المسّ ، والرّشّ ، والشحّ ، ونحو ذلك ، فتمدّ الصوت جاريا مع السين والشين والحاء.
وللحروف انقسام آخر إلى الإطباق والانفتاح ، فالمطبقة أربعة : وهي الضاد ، والطاء ، والصاد ، والظاء ، وما سوى ذلك فمفتوح غير مطبق.
والإطباق : أن ترفع ظهر لسانك إلى الحنك الأعلى ، مطبقا له ، ولو لا الإطباق لصارت الطاء دالا. والصاد سينا ، والظاء ذالا ، ولخرجت الضاد عن الكلام ، لأنه ليس من موضعها شيء غيرها ، فتزول الضاد إذا عدمت الإطباق إليه (١).
وللحروف انقسام آخر إلى الاستعلاء والانخفاض. فالمستعلية سبعة ، وهي : الخاء ، والغين ، والقاف ، والضاد ، والطاء ، والصاد ، والظاء ، وما عدا هذه الحروف فمنخفض.
ومعنى الاستعلاء أن تتصعد في الحنك الأعلى ، فأربعة منها فيها مع استعلائها إطباق ، وقد ذكرناها ، وأمّا الخاء والغين والقاف ، فلا إطباق فيها مع استعلائها.
وللحروف قسمة أخرى ، إلى الصحة والاعتلال. فجميع الحروف صحيح ، إلا الألف والياء والواو ، اللواتي هنّ حروف المد والاستطالة. وقد ذكرناهن قبل إلا أن الألف أشد امتدادا ، وأوسع مخرجا ، وهو الحرف الهاوي.
وللحروف قسمة أخرى إلى السكون والحركة ، وقد شرحنا أحكام ذلك.
وللحروف قسمة أخرى إلى الأصل والزيادة.
وحروف الزيادة عشرة. وهي الهمزة ، والألف ، والياء ، والواو ، والميم ، والنون ، والسين ، والتاء ، واللام ، والهاء ، ويجمعها في اللفظ قولك : «اليوم تنساه» ، وإن شئت قلت : «هويت السّمان» ، وإن شئت قلت : «سألتمونيها».
وأخرج أبو العباس الهاء من حروف الزيادة ، وقال : إنما تأتي منفصلة لبيان الحركة والتأنيث.
__________________
(١) الضمير فيه يجوز أن يرجع إلى شيء ، ويكون الجار والمجرور متعلقا بتزول ، ويكون تزول بمعنى تنتقل ، ويجوز أن يكون الجار والمجرور متعلقا بالإطباق ، ويكون الضمير راجعا إلى الحنك الأعلى