قائمة الکتاب
باب الهمزة
٨٣
إعدادات
سرّ صناعة الإعراب [ ج ١ ]
سرّ صناعة الإعراب [ ج ١ ]
تحمیل
وقال آخر (١) :
إذا جاشت حواليه ترامت |
|
ومدّته البطاحيّ الرّغاب (٢) |
جمع بطحاء ، وكذلك ما حكاه الأصمعيّ من قولهم صلافيّ وخباريّ ، فبهذا استدللنا على أن الهمزة في صحراء وبابها بدل من ألف التأنيث. فإذا كان ذلك كذلك فقد علمت أن الهمزة في صنعاء وهيجاء ودهناء ، فيمن مدّ ، هي الألف المفردة في صنعا ، وهيجا ، ودهنا (٣) ، فيمن قصر ، قلبت همزة لوقوعها بعد الألف التي زيدت للمدّ. فأما حبلى وسكرى فإنما صحّت فيهما وفيما يجري مجراهما الألف ، لأنها مفردة ، فلم يلتق ساكنان ، فتجب الحركة ويلزم الهمز. فأما قول الآخر :
أسقى الإله دارها فروّى |
|
نجم الثّريا بعد نجم العوّى (٤) |
فالعوّى (٥) : أحد منازل القمر ، وهو اسم مقصور ، والألف في آخره للتأنيث ، بمنزلة ألف حبلى وبشرى ، وعينها ولامها واوان في اللفظ ، كما ترى ، إلا أنّ الواو الآخرة ، التي هي لام بدل من ياء ، وأصلها «عويا» ، وهي فعلى من عويت.
وقال لي أبو عليّ : إنما قيل لها العوّى ، لأنها كواكب ملتوية. قال : وهي من عويت يده ، أي لويتها.
__________________
(١) البيت لم أعثر على قائله.
(٢) البطاحي : جمع بطحاء ، وهي الأبطح وهو المكان المتسع يمر به السيل فيترك فيه الرمل والحصى الصغار ـ ومنه أبطح مكة ـ مادة (بطح). اللسان (١ / ٢٩٩). الرغاب : جمع رغيبة : أي واسعة. مادة (رغب). اللسان (٣ / ١٦٧٩). والشاهد في قوله «البطاحي» بتشديد الياء وهو الأصل والمستعمل التخفيف. انظر / شرح ذلك في نفس الهامش في شرح البيت السابق في كلمة «صحاريا». إعراب الشاهد : البطاحي : فاعل مرفوع بالفاعلية وعلامة الرفع الضمة المقدرة.
(٣) الدهناء : الفلاة. مادة (دهن). اللسان (٢ / ١٤٤٧).
(٤) الثريا : مجموعة من النجوم في صورة «الثور» ، (ج) ثريات. اللسان (١ / ٤٨٠). الشرح : يدعو الشاعر لمحبوبته بأن يسقي الله جل اسمه ديارها أعظم السقاء. والشاهد في قوله : «العوّى» وشرحه كما ذكره المؤلف في المتن.
(٥) العوّى : مقصور كما ذكر المؤلف هنا ، سيذكر بعد ذلك أنه ممدود أيضا. وقال في شرح القاموس : العواء بالمد والقصر : منزل للقمر ، والقصر أكثر ، وألفها للتأنيث.