٢ ـ يتحدّث قسم آخر من هذه السورة عن الحوادث المتعلّقة بصلح الحديبية ونزول السكينة على قلوب المؤمنين و «بيعة الرضوان» وما إلى ذلك! ..
٣ ـ ويتحدّث قسم ثالث منها عن مقام النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهدفه الأسمى.
٤ ـ ويكشف القسم الرابع الستار عن غدر المنافقين ونقضهم العهد ونكثهم له ويعطي أمثلة من أعذارهم الواهية في مسألة عدم مشاركتهم النّبي جهاده المشركين والكفّار.
٥ ـ وفي قسم آخر يقع الكلام على طلبات «المنافقين» في غير محلّها.
٦ ـ والقسم السادس يوضح من هم المعذورون الذين لا حرج عليهم!
٧ ـ وأخيرا ... فإنّ القسم السابع يتحدّث عن خصائص أصحاب النّبي وأتباعه في طريقته وسنّته وصفاتهم التي يتميّزون بها .. وبشكل عام فإنّ آيات هذه السورة حسّاسة للغاية كما أنّها مصيريّة وخاصّة لمسلمي اليوم الذين يواجهون الحوادث المختلفة في مجتمعاتهم الإسلامية ففيها إلهام كبير لهم! ...
فضيلة تلاوة سورة الفتح :
تلاحظ روايات عجيبة في فضيلة هذه السورة في المصادر الإسلامية ففي حديث عن أنس أنّه قال : حين كنّا نعود من الحديبيّة وكان المشركون قد منعونا من الدخول الى مكّة وأداء مناسك العمرة فكنّا في حزن وغم شديدين فأنزل الله آيته (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ...).
فقال النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لقد أنزلت عليّ آية هي أحبّ إليّ من الدنيا كلّها» وفي بعض الروايات : «لقد أنزلت عليّ سورة هي أحبّ من الدنيا كلّها» (١).
ويقول عبد الله بن مسعود حين كنّا نرجع من الحديبيّة ونزلت (إِنَّا فَتَحْنا) على
__________________
(١) مجمع البيان ، الجزء التاسع ، الصفحة ١٠٨.