والمعنى ينظرن إلى الأراك ، فحذف الجار ، ولهذا قال أبو حيان :«إن النظر بمعنى الإبصار لا يتعدى بنفسه إلا في الشعر وإنما يتعدى بإلى».
٢ ـ والثاني : أن تريد به تأملت وتدبرت وهو فعل غير متعدّ فمن ذلك قولهم اذهب فانظر زيدا أبو من هو ، فهذا يراد به التأمّل ، ومن ذلك قوله : انظر كيف ضربوا لك الأمثال ، وانظر كيف فضّلنا بعضهم على بعض وقد يتعدى هذا بالجار كقوله تعالى : «أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت» فهذا حضّ على التأمل ، وقد يتعدى هذا بفي نحو قوله :أفلم ينظروا في ملكوت السموات والأرض ، فأما قول امرئ القيس :
فلما بدا حوران والآل دونه |
|
نظرت فلم تنظر بعينك منظرا |
فيجوز أن يكون نظرت فلم تر بعينك منظرا إلى الآل أي السراب ، وقد جوّز أن يعني بالنظر الرؤية على الاتّساع لأن تقليب البصر نحو المبصر تتبعه الرؤية وقد يجري على الشيء لفظ ما يتبعه ويقترن به كقولهم للمزادة راوية ، وقد يكون نظرت فلم تنظر مثل تكلمت ولم تتكلم ، أي لم تأت بكلام على حسب ما يراد فكذلك نظرت فلم تنظر بعينك منظرا كما تريد أو تر منظر ما يروق.
٣ ـ والثالث : أن تريد به انتظرته من ذلك قوله : غير ناظرين إناه ، ومثله قول الفرزدق :
نظرت كما انتظرت الله حتى |
|
كفاك الماحلين لك المحالا |
يريد انتظرت كما انتظرت.
٤ ـ والرابع أن يكون أنظرت بمعنى انتظرت تطلب بقولك انظرني