المشرق والمغرب» وقال
: «وهو يريك للمعاني الممثلة في الأوهام شبهاً في الأشخاص الممالثلة وينطق لك
الأخرس ويعطيك البيان من الأجم ، ويريك الحياة في الجماد ويريك التنام عين الأضداد
، ويجعل الشيء البعيد قريباً».
وأورد عبد القاهر في
كتاب أسرار البلاغة مثالاً شعرياً رائعاً قال : «وتأمل كذلك بيت أبي تمام :
وإذا أراد الله نشر فضيلة
|
|
طويت أتاح لها لسان حسود
|
مقطوعاً عن البيت الذي يليه برغم أن
البيت واضح المعنى ثم أتبعه بالبيت التالي وهو :
لولا اشتعال النار فيما جاورت
|
|
ما كان يعرف طيب عرف العود
|
وانظر هل نشر المعنى تمام حلته وأظهر
المكنون من حسنه وزينته واستحقق التقديم كله إلا بالبيت الأخير ، وما فيه من
التمثيل والتصوير».
هذا وليس كل تشبيه يحول الى استعارة كما
يوهم الكلام المتقدم وإنما يجوز ذلك إذا كان الشبه بين الشيئين مما يقرب مأخذه
ويسهل متناوله ويكون في الحاول دليل عليه حتى يمكن المخاطب إذا أطلقت له الاسم أن
يعرف ما أردت فإذا لم يكن سبيل الى معرفة المقصود من الشبه فيه إلا بعد ذكر الجمل
التي يعقد بها التمثيل فإن الاستعارة لا تدخلة لأن الشبه إذا كان غامضاً لم يجز أن
تقتسر