وهلة ، وعليه كلام الناس المستقيض يقولون : لا يثيب عبداً ولا يعاقبه إلا بحق وما تنعمت بلداً ولا اجتويته إلا قل فيه ثورايي ، وفيه ـ كما يقول الزمخشري ـ تأويل آخر وهو أنه لا يطول عمر إنسان ولا يقصر إلا في كتاب ، وصورته أن يكتب في اللوح : إن حج فلان فعمره أربعون سنة وإن حج وغزا فعمره ستون سنة فإذا جمع بينهما فبلغ الستين فقد عمر وإذا أفرد أحدهما فلم يتجاوز به الأربعين فقد نقص من عمره الذي هو الغاية وهي الستون.
٢ ـ التمثيل :
وفي قوله «وما يستوي البحران الخ» ويسميه بعضهم الاستعارة التمثيلة وهو تركيب استعمل في غير موضعه لعلاقة المشابهة وليس فيه ذكر للمشبه ولا لأداة التشبيه وهذا مثال يوضحه وهو قولهم : «أنت تضرب في حديد بارد» فقد شبهت حال من يلح في الحصول على شيء يتعذر تحقيقه بحال من يضرب حديداً بارداً بجامع أن كلا منهما يكون عملاً لا يرجى من ورائه أثر ، وليس في هذا التركيب ذكر للمشبه ولا لأداة التشبيه فهو إذن استعارة تمثيلية لأنه تركيب استعمل في غير ما وضع له ، والمشابهه ظاهرة بين المعنين المجازي والحقيقي وهذا النوع يكثر في الأمثال السائرة النثرية والشعرية كقولهم «إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراً» يضرب لمن يتطاول عليك أو للقوي يقع فيمن هو أقوى منه وأعنف والمخاطب لم يكن ريحاً ولم يلاق إعصاراً.
ولعبد القاهر الجرجاني فصل ممتع في التمثيل نلخصه فيما يلي قال : «وهل يشك في أنه يعمل عمل السحر حتى يختصر بعدما بين