وأعمى الله العيون عن عزير هذه المدة. فلما مضت المائة أحياه الله ثم أخذ ينظر الى حماره تدب فيه الروح وتتلملم الأوصال ، الى آخر تلك القصة التي نتمنى أن يعمد إليها كاتب قصصي بارع فيجعل منها قصة فنية. وهي تشجب أقوال اليهود في عزير أنه ابن الله ، تعالى الله عن ذلك.
ملاحظات هامة :
١ ـ تحدثنا عن قوله تعالى : «ألم تر» في باب الإعراب ، وقد عثرنا على تقرير هام للتفتازاني خلاصته : تقرير هذا أن كلا من لفظ «ألم تر» و «أرأيت» مستعمل لقصد التعجب ، إلا أن الأول تعلق با لمتعجّب منه فيقال : ألم تر الى الذي صنع كذا بمعنى انظر اليه ، فتعجب من حاله. والثاني تعلق بمثل المتعجب منه فيقال : أرأيت مثل الذي صنع كذا؟ بمعنى أنه من الغرابة بحيث لا يرى له مثل. ولا يصح : ألم تر الى مثله ، إذ يصير التقدير : انظر الى المثل وتعجب من الذي صنع. فلذا لم يستقم عطف «كالذي مرّ» على «الذي حاج» واحتيج الى التأويل في المعطوف بجعله متعلقا بمحذوف ، أي أرأيت الى ، أو في المعطوف عليه ، نظرا الى أنه في معنى : أرأيت كالذي حاج ، فيصح العطف عليه حينئذ.
قلت : وهذه دقة نظر وبعد غور لا حدّ لهما ، واستقصاء علمي منقطع النظير ، ولم نصحح إعرابنا كما ارتآه ، واكتفينا بإثبات هذه الملاحظة.
٢ ـ قال أبو السعود العماري مفتي التخت العثماني الذي تقلد