بهم خيراً منهم
وأبدلهم شرّاً مني ».
هذا هو المجتمع الذي
تكوّن منه جيش الإمام الحسن عليهالسلام ، فماذا تراه يكون ؟
مضافاً إلى أنّهم في
أنفسهم مفكّكون قبائلياً ومختلفون فكرياً وعقائدياً.
فمنهم الخوارج الذين
رأوا التحاقهم بجيش الإمام الحسن عليهالسلام قد يحقّق بعض أحلامهم ، وهي القضاء على الحكم في الشام ثم حكم الكوفة ، فهم استطاعوا القضاء على أمير المؤمنين عليهالسلام لكنّهم لم ينجحوا سابقاً في القضاء على
معاوية.
فلعل محاربتهم مع
الإمام الحسن عليهالسلام تتيح لهم فرصة القضاء على معاوية لتصل النوبة بعد ذلك إلى الإمام الحسن عليهالسلام.
ومنهم الأفراد
الطامعون في منصب أو مغنم وهم أكثر شخصيات الكوفة ، والمتحينون للفرصة للالتحاق بالمنتصر من الفريقين.
ومنهم الأفراد
المؤيدون لحكومة الشام سرّاً ، والذين يرون في معاويـة تحقيق أحلامهم الطامعـة في مال أو منصب وهـم أكثر الطبقات الغنية في الكوفة.
ومنهم الأفراد الذين
ينعقون مع كل ناعق ، والذين ليس لهم مبادىء يعتقدون بها ومنهم المتعصّبون التابعون لزعماء القبيلة ويقدّمونهم على أوامر الحاكم
الشرعي. فإذا ما تحرك زعيمهم تحركوا ، وإذا ما قعد قعدوا لا يهمهم إلّا حفظ كيان قبيلتهم.
فهذه هي عنـاصر الجيش الذي تكوّن لدى الإمام الحسن عليهالسلام.
وقد ذكر التاريخ انّه
دعاهم الإمام لحرب معاوية بعد مبايعته أطرق جميعهم الرؤوس ولم ينطق أحدهم ببنت شفة ، ولم يحرك أحدهم ساكناً كأنّما على رؤوسهم الطير.
نعم بعد أن توالت
الخطباء عليهم لإثارتهم وتحريك حميتهم تحركوا كارهين غير راغبين في الحرب.