زمانه إلّا القائم ـ عجّل الله فرجه الشريف ـ. إلى أن قال : ذلك ليعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير.
وقوله في جواب آخر : إنّي لو أردت بما فعلت الدنيا لم يكن معاوية بأصبر عند اللّقا ولا أثبت عند الحرب منّي ، ولكنّي أردت صلاحكم وكف بعضكم عن بعض فارضوا بقدر الله وقضائه (٢٥).
فالإمام الحسن عليهالسلام عالم بالمقدّرات الإلٰهية لكنّه لا يتحرك إلّا بقدر ما يخدم الهدف ، ولم يسالم إلّا بعد أن رأى أنّ السلم طريق بقاء الدين. فهل يقاس معاوية بن هند بالإمام الحسن عليهالسلام العالم بالمقدّرات الإلٰهية.
القدرة في خدمة الهدف :
أكرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بقدرات عظيمة جداً ، عقلية وروحية ونفسية وبدنية ، وخصّ الأنبياء والأوصياء ، بل كل من يطيعه بقدرات خاصّة قد تكون خارقة لما هو المعتاد فسخّر لهم كل الأشياء ، وذلل لهم الصعاب حيث يقولون للشيء كن فيكون كما جاء في الحديث القدسي : عبدي أطعني تكن مثلي أقول للشيء كن فيكون وتقول للشيء كن فيكون.
فهم خلفاء الله في الأرض ، واُمناؤه على رسالاته ، فعندهم القوّة الإلٰهية النافذة في جميع الأشياء.
فانظر إلى قدرات سليمان في تسخير جميع الأشياء حوله من جان وحيوان وشجر وهواء.
ولاحظ موسى وهو يرمي بعصاه التي يتوكّأ عليها فإذا هي ثعبان عظيم يلقف مئات العصي والحبال ثمّ تعود إلى حالها.
وهذا محمّد صلىاللهعليهوآله وهو يشقّ بسبابته القمر ويسبِّح الحجر في يده ويأمر