المارة من السير في طريقه ، وإذا ما ترجّل في طريقه إلى الحج ترجّل الحجيج ، وما أكثر حجّه ماشياً ، ولربما مشى حافياً ليكون أحمز الأعمال.
وكان إذا ذكر الموت بكى وإذا ذكر القبر بكى وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى ، وإذا ذكر العرض على الله تعالى بكى وشهق شهقة يغشى عليه منها.
وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يديي ربّه عزّ وجل ، وإذا ذكر الجنّة والنار اضطرب اضطراب السليم ( وهو من لدغته العقرب ) وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار. ولم ير في شيء من أحواله إلّا ذاكراً لله سبحانه ، وكان أصدق الناس لهجة وأفصحهم منطقاً ) (٩) ، فهذا هو الإمام الحسن عليهالسلام.
معاوية بن أبي سفيان :
وأمّا معاوية فهو من أخبث الناس كما جاء على لسان صديقه المغيرة بن شعبة (١٠) ، وليس فيه خصلة واحدة تقربه من الخلافة كما عن ابن عباس (١١) ، وهو اللعين ابن اللعين كما عن محمّد بن أبي بكر (١٢) ، وهو كهف المنافقين كما عن أيوب الأنصاري ( شرح ابن أبي الحديد : ٢ / ٢٨٠ ) ، والوثن ابن الوثن كما عن قيس بن سعد بن عبادة ، وانّه ممّن يطفىء نور الله ويظاهر أعداء الله كما عن عمّار بن ياسر ( تاريخ الطبري : ٦ / ٧ ).
وتاريخ معاوية كلّه
أسود ملطّخ بالعار وبالدم في جميع مراحله ، وكيف لا يكون كذلك وهو ابن آكلة الأكباد ، فقد شرب من ثديها دم الجريمة ، فقتل الكثير من أصحاب أمير المؤمنين ، واعتاد منها المسكر (١٣) ، وترعرع في حضنها الماجن ، ثم يقف أمام الوثن ليـجعله إلٰهه الذي يمدّه بكل شرّ ويسلخ منه أي خصلة خير يمكن أن تكون فيه. ولقد كانت تربيته في بيت حافل بالوثنية متهالك