في هذه الرسالة أن ينسب معاوية البغي والعدوان إلى الإمام علي عليهالسلام ، مع أنّ جنود معاوية هم الباغون ولقد قتلوا الصحابي الجليل عمّار بن ياسر وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله قال له : « تقتلك الفئة الباغية » كما يلفت النظر شماتة معاوية في الإمام عليهالسلام.
ولمّا وصلت هذه الرسالة إلى عمّاله وولاته قاموا بتحريض الناس وحثّهم على الخروج والاستعداد لحرب ريحانة رسول الله عليهالسلام وسبطه » (٤٠).
معطيات الرسالة :
الأوّل : إنّ معاوية أرسل الأعين إلى أهم مركزين سياسيين في حكومة الإمام عليهالسلام ـ الكوفة والبصرة ـ للاحتيال والاغتيال ، فهو يريد بذلك التجسّس على الإمام عليهالسلام ومعرفة ما يدور في أوساط دولته ، وأن يفسد الأمر على الإمام عليهالسلام بإشاعة الأخبار الكاذبة ، وإحباط المعسكر الإسلامي وتخويفه ، وإحداث البلبلة في صفوفه ، وغرس الفتنة في داخل حكومة الإمام عليهالسلام والوسطين الكوفي والبصري ، وأمّا الاغتيال فلعل معاوية كانت تمنيه نفسه باغتيال الإمام عليهالسلام من ذلك الوقت ليستتب له الأمر ، كما يظهر من تحذيره السابق ، أو اغتيال بعض الشخصيات الشيعية المهمّة اجتماعياً وعسكرياً حتى تضعف قوة جيش الإمام وتنهار معنوياته ، أو هما معاً.
الثاني : إنّ حنكة الإمام عليهالسلام وحزمه في مواجهة الاُمور اقتضيا أن يسلك طريق الشدّة ممّا أفشل مخطط معاوية المشؤوم ، فأمر بإعدام الجاسوسين طبقاً لقوله تعالى : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا ) (٤١).
الثالث : استعداد الإمام عليهالسلام لحرب معاوية بدون أي تردّد أو خوف ، فهذه الأعين القادمة رسل حرب وليست برسل سلام.