قبلها غاية ، فإذا قلت : «قرأت الكتاب إلى الصفحة العشرين» تكون الصفحة العشرون غير مقروءة.
ب ـ حتّى العاطفة : وتكون بمعنى «الواو» وتعطف الاسم على الاسم فقط (فهي لا تعطف الجمل ولا الضمير). ومن شروطها أن يكون المعطوف بها إمّا بعضا من جمع قبلها ، نحو : «قدم الطلّاب حتّى الأوّل فيهم» ، وإمّا جزءا من كل ، نحو : «أكلت التفاحة حتّى قشرتها» ، أو كجزء من كل ، نحو : «أعجبني الكتاب حتّى غلافه». ومن شروطها أيضا أن تكون غاية لما قبلها إمّا في زيادة أو نقص ، نحو : «مات الناس حتّى الأنبياء» («حتّى» : حرف عطف مبنيّ على السكون لا محل له من الإعراب. «الأنبياء» : اسم معطوف مرفوع بالضمّة لفظا). و «حتى» الجارة أعمّ من العاطفة ، فكل موضع جاز فيه العطف يجوز فيه الجرّ ، ولا عكس. وإذا عطف بـ «حتى» على مجرور ، فالأحسن إعادة الجار.
ج ـ حتى الابتدائيّة : يستأنف بعدها الكلام ، وتكون الجملة بعدها لا محلّ لها من الإعراب ، ومضمونها غاية لشيء قبلها (فهي تشارك الجارّة والعاطفة في معنى الغاية) ، وهذه الجملة إمّا اسميّة ، نحو قول جرير :
ما زالت القتلى تمجّ دماءها |
بدجلة ، حتّى ماء دجلة أشكل |
(«ماء» : مبتدأ مرفوع. «أشكل» : خبر مرفوع) ، وإمّا فعليّة مصدّرة بمضارع مرفوع ، نحو الآية : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ) (البقرة : ٢١٤) على قراءة الرفع ، أو بماض ، نحو الآية : (حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ) (الأعراف : ٩٥).
وعلامة «حتّى» الابتدائيّة أن يصحّ جعل الفاء في موضعها ، وكون ما بعدها فضلة متسبّبا عنها كما في الأمثلة السابقة.
ملحوظة : يروى البيت :
ألقى الصّحيفة كي يخفّف رحله |
والزّاد ، حتّى نعله ألقاها |
بجرّ «نعله» على أنّ «حتّى» جارّة ، وبنصبها على وجهين : أحدهما أنها عاطفة ، والآخر أنها ابتدائيّة ، والنصب بفعل مقدّر يفسّره الفعل الظاهر ، وهذا من باب الاشتغال. وبالرفع على أنها ابتدائيّة ، و «نعله» مبتدأ ، وجملة «ألقاها» خبره.
د ـ حتى الناصبة : هذا القسم أثبته الكوفيّون ، فهي عندهم تنصب الفعل المضارع بعدها بنفسها ، وأجازوا إظهار «أن» بعدها توكيدا. ومذهب البصريين أنّها حرف جرّ ، والناصب «أن» مضمرة بعدها. وشرط