التّعويض :
التعويض ، أو العوض ، هو في النحو اقامة لفظ مقام آخر. وهو ، في الصرف الاستغناء عن حرف في كلمة بحرف آخر ، دون اشتراط حلّ العوض مكان الحرف المعوّض منه ، إذ قد يكون في موضعه ، نحو زيادة الياء قبل الآخر في تصغير «فرزدق» عوضا عن الدال ، فتقول «فريزيق» ، كما قد يكون في غير موضعه ، نحو زيادة الياء قبل الآخر في تصغير «سفرجل» عوضا من اللام ، فتقول : «سفيريج». وليس للعوض قواعد مضبوطة تدلّ عليه ، فالمعوّل عليه هو المراجع اللّغوية المشتملة على الألفاظ التي وقع فيها التعويض السّماعيّ الوارد عن العرب.
والملاحظ أن «العوض» يختلف عن «الإبدال» من حيث أن الإبدال يجري على قواعد قياسيّة ، ويتقيّد بموضع المحذوف ، أمّا العوض فلا يجري على قواعد قياسيّة ، ولا يشترط فيه التقيّد بموضع المحذوف.
والتعويض قد يقع في التصغير كالمثلين السابقين ، أو في المصادر ، نحو : «استقامة» مصدر «استقام» ، (الأصل : «استقوام» ، فحذفت الواو وعوّض عنها بالياء).
وكثير من الكلمات تستعمل معوّضا فيها عن المحذوف وغير معوّض ، تقول : فريزق (دون تعويض عن دال «فرزدق») ، وفريزيق (بالتعويض) ، وكذلك : سفيريج وسفيرج (في تصغير «سفرجل»).
ومعرفة «التعويض» تساعد على فهم قواعد الإعلال والإبدال والحذف والقلب ، ولمعرفة المصادر والجموع وغيرها.
التّغليب :
ترجيح أحد اسمين مختلفين بينهما مناسبة ثم تثنيته على أن يقصد بمثنّاه الاسمين معا ، نحو : «الأبوين» للأب والأم. وبملاحظة الكلمات التي جرى فيها التغليب ، نرى أن العرب كانت تغلّب :
١ ـ الأقوى والأقدر ، نحو : «الأبوان» للأب والأم.
٢ ـ الأخف نطقا ، نحو «العمران» لأبي بكر الصّدّيق وعمر بن الخطاب.
٣ ـ الأعظم في الاتساع والضخامة ، نحو : «البحران» للبحر والنهر ، ومنه الآية : (وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ ، هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ ، وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ) (فاطر : ١٢).
٤ ـ المذكّر على المؤنّث ، نحو : «القمران» للشمس والقمر ، وقد ندر تغليب المؤنّث ، نحو : «ضبعان» ، يريدون : الضّبع