والزيادة ، ليتحقّق معنى «التعجّب» ، فلا يصاغان ممّا لا تفاوت فيه ، نحو : «فني ، غرق ، عمي ، مات ...».
ه ـ ألّا يكون عند الصّياغة مبنيّا للمجهول بناء يطرأ ويزول (١) ، فلا يصاغان من نحو : «علم ، قتل».
و ـ أن يكون تاما (أي غير ناقص) ، فلا يصاغان من «كان ، كاد ، بات ...» الناقصة.
ز ـ أن يكون مثبتا ، فلا يبنيان من منفيّ.
ملحوظة : منع بعضهم مجيء فعلي التعجّب من وزن «أفعل» الذي مؤنّثه «فعلاء» ، نحو : «عرج أعرج عرجاء ، حمر أحمر حمراء ، حور أحور حوراء». وأجاز بعضهم الآخر ذلك ، ومنهم مجمع اللغة العربيّة في القاهرة. والإجازة هي الأصح.
٤ ـ كيفيّة التعجّب من الأفعال غير المستوفية للشروط الثمانية : إذا كان الفعل جامدا ، أو غير قابل للتفاوت ، فلا يصاغ منه صيغة تعجّب. وإذا كان الفعل زائدا على ثلاثة أحرف ، استعنّا على التعجّب وجوبا بـ «أشدّ» أو «أشدد» أو شبههما (٢) ، وبمصدر الفعل ، نحو : «ما أشدّ انتصار الحق!» ، «أشدد بانتصار الحق!» ، وما أجمل حور العيون» ... وإذا كان الفعل منفيّا ، أخذنا الصّيغة من الفعل المناسب الذي نختاره بالطريقة السابقة ، ففي نحو : «ما فاز الكذاب» ، نقول : «ما أجمل ألّا يفوز الكذاب!» أو «أجمل بألّا يفوز الكذّاب» ، أو «ما أجمل عدم فوز الكذّاب» ، و «أجمل بعدم فوز الكذّاب» ، وإذا كان الفعل ناقصا ، فإن كان له مصدر ، وجب أن نضع مصدره بعد صيغة التعجّب التي نأخذها من الفعل الآخر الذي نختاره على الوجه المشروح سابقا ، ففي مثل : «كان الفينيقيون تجارا مهرة» ، نقول : «ما أكثر كون الفينيقيّين تجارا مهرة!» ، أو «أكثر بكون ...» ، وإن لم يكن له مصدر ، أخذنا الصيغة من الفعل الآخر الذي نختاره ، ووضعنا بعدها الفعل الأصليّ الذي ليس له مصدر ، وقبله «ما» المصدريّة ، فينشأ منها ومن الفعل والفاعل بعدها مصدر مؤوّل هو مفعول به بعد «ما أفعل» ، ومجرور بالباء بعد «أفعل» ، ففي نحو : «كاد الجهل يهلك الإنسان» ، نقول : «ما أسرع ما ـ أو أسرع
__________________
(١) أمّا الأفعال المسموعة التي يقال إنّها تلازم البناء للمجهول ـ وهي ، في الحقيقة ، غير ملازمة له ـ نحو : «زهي ، هزل» ، فالأنسب الأخذ بالرأي الذي يجيز الصّياغة منها بشرط أمن اللّبس ، فيقال : «ما أزهى لطاووس!» ، و «ما أهزل المريض!».
(٢) نحو : قوي ، ضعف ، حسن ، قبح ، عظم.