التّعجّب :
١ ـ تعريفه : هو «شعور داخليّ تنفعل به النفس حين تستعظم أمرا نادرا ، أو لا مثيل له ، أو مجهول الحقيقة ، أو خفي السبب».
٢ ـ أساليبه : للتعجّب أساليب كثيرة تنحصر في نوعين :
أ ـ مطلق ، لا تحديد له ، ولا ضابط ، ويفهم بالقرينة ، ومنه «لله درّ فلان» ، و «سبحان الله» ، و «يا لك» ، أو «يا له» أو «يا لي» ، واستخدام الفعل «شدّ» و «العجب» ومشتقاته.
ب ـ اصطلاحيّ قياسيّ ، وله ثلاث صيغ قياسيّة : أوّلها «ما أفعله» ، نحو : «ما أجمل السّماء!» (١) ، وثانيها «أفعل به» ، نحو : «أجمل بالصّدق!» (٢) ، وثالثها «فعل» اللازم ، الذي أصله متعد ، فحوّل إلى هذا الباب بقصد التعجّب ، نحو : «سبق العالم وفهم!» (أي : ما أسبقه وأفهمه!).
٣ ـ شروط فعلي التعجّب : يشترط في الفعل الذي تبنى منه الصّيغتان القياسيّتان : «ما أفعله!» ، و «أفعل به!» ثمانية شروط :
أ ـ أن يكون ماضيا.
ب ـ ثلاثيّا ، أو رباعيّا على وزن «أفعل» ، نحو : «ما أظلم عقول الكسالى!» ، و «أظلم بعقول الكسالى!». ومن الشاذ قولهم : «ما أخصره!» من «اختصر» ، وهو خماسيّ ، ومبنيّ للمجهول.
ج ـ متصرّفا في الأصل تصرّفا كاملا ، قبل أن يدخل في الجملة التعجّبيّة (٣) ، لذلك لا يصاغان من «ليس» ، و «عسى» و «نعم» ... الجامدة ، ولا من «كاد» الناقصة التصرّف.
د ـ أن يكون معناه قابلا للتفاضل
__________________
(١) «ما» نكرة تامّة مبنيّة على السكون في محل رفع مبتدأ. «أجمل» : فعل ماض جامد مبنيّ على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل ، تقديره : هو ، يعود على «ما». «السماء» : مفعول به منصوب بالفتحة لفظا. ويلاحظ أنّ المفعول به هنا فاعل في المعنى والأصل ، لهذا لا يصحّ التعجّب إن كان المفعول به حقيقيّا في أصله (وقد وقع عليه فعل الفاعل) ، ففي نحو : «سقى المطر الأرض» لا يصحّ القول : «ما أسقى الأرض» بقصد التعجّب الواقع على الأرض.
(٢) لهذه الصيغة إعرابان : ١ ـ «أجمل» : فعل ماض على صورة الأمر مبنيّ على السكون. «بالصدق» : الباء ـ ـ حرف جر زائد. «الصدق» : فاعل «أجمل» مرفوع بالضمّة المقدّرة منع من ظهورها اشتغال المحلّ بحركة حرف الجرّ الزائد. ولك في تابع الفاعل هنا الرفع على المحل ، أو الجر على اللفظ. ٢ ـ «أجمل» : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على مصدر الفعل المذكور (وهو الجمال) «بالصدق» : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلّق بالفعل «أجمل».
(٣) أمّا بعد دخوله فيها ، فيصير جامدا.