النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تتوقف على الوضع وهو إمّا تعييني أو تعيّني ، والأوّل بعيد
جدا ، وإلاّ نقل إلينا، والثاني يتوقف على كثرة الاستعمال التي هي بحاجة إلى وقت
طويل ، وأين هذا من قصر مدّة عصر النبوّة؟!
يلاحظ عليه : أنّ
عصر النبوّة استغرق ٢٣ عاما ، وهي فترة ليست قصيرة لحصول الوضع التعيّني على لسانه
، وإنكاره مكابرة.
ثمرة البحث
وأمّا ثمرة البحث
بين القولين ، فتظهر في الألفاظ الواردة على لسان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا قرينة ، فتحمل على الحقيقة الشرعية بناء على ثبوتها
وعلى الحقيقة اللغوية بناء على إنكارها.
والظاهر انتفاء
الثمرة مطلقا ، لعدم الشكّ في معاني الألفاظ الواردة في الكتاب والسنّة لكي يتوقف
فهم معانيها على ثبوت الحقيقة الشرعية أو نفيها إلاّ نادرا.
الأمر الحادي عشر : الصحيح والأعم
هل أسماء العبادات
والمعاملات موضوعة للصحيح منهما ، أو لأعمّ منه؟
تطلق الصحّة في
اللغة تارة على ما يقابل المرض ، فيقال : صحيح وسقيم.
وأخرى على ما
يقابل العيب ، فيقال : صحيح ومعيب.
وأمّا الصحة
اصطلاحا في العبادات فقد عرّفت تارة بمطابقة المأتي به للمأمور به ، وأخرى بما
يوجب سقوط الإعادة والقضاء ، ويقابلها الفساد. وأمّا في المعاملات فقد عرّفت بما
يترتّب عليه الأثر المطلوب منها ، كالملكية في البيع ، والزوجية في النكاح وهكذا.