الإدغام
الإدغام ضرب من التأثير الذى يقع فى الأصوات المتجاورة ، وهو لا يكون إلا فى نوعين من الأصوات :
أ ـ أن يكون الصوتان مثلين كإدغام الكاف فى مثل :
سككر = سكّر.
٢ ـ أن يكون الصوتان متقاربين كإدغام اللام فى الراء من :
قل ربّ (أى أنك تنطقها هكذا : قربّ).
والصرفيون يهتمون بالنوع الأول وهو إدغام المثلين ، وهناك تفصيل شامل للنوع الثانى لدى علماء القراءات.
ومعنى الإدغام أنك تنطق بحرفين من مخرج واحد دفعة واحدة بحيث يصيران حرفا مشددا ، أى أن الإدغام هدفه التخفيف ؛ وقد التفت القدماء إلى ذلك ؛ قال ابن جنى «والمعنى الجامع لهذا كله تقريب الصوت من الصوت ألا ترى أنك فى (قطّع) ونحوه قد أخفيت الساكن الأول فى الثانى حتى نبا اللسان عنهما نبوة واحدة ، وزالت الوقفة التى كانت تكون فى الأول لو أدغمته فى الآخر ، ألا ترى أنك لو تكلفت ترك إدغام الطاء الأولى لتجشمت لها وقفة عليها تمتاز من شدة ممازجتها للثانية بها ، كقولك : قططع وسككر ، وهذا إنما تحكمه المشافهة به ، فإن أنت أزلت تلك الوقيفة والفترة على الأولى خلطه بالثانى فكان قربه منه وإدغامه فيه أشد لجذبه إليه وإلحاقه به». ـ (الخصائص ٢ / ١٤٠).