و (نعم) و (بئس) كـ (خير) وهي فرعها ، وأكثرهن استعمالا و (نعم) لازمة للمدح العام ، و (بئس) لازمة للذم العام ، وقد يراد بـ (نعم) التفرد في الشيء ، وإن كان ذما ، وبئس عدم التفرد فيما كان التفرد فيه مدحا ، نحو قول الخطيب : فنعم الشيخ أنت لدى المخازي ، وبئس الشيخ أنت لدى المعالي.
قوله : (وشرطهما أن لا يكون الفاعل معرفا باللام أو مضافا إلى المعّرف بها أو مضمرا إلى آخره) يعني أن فاعلها لا يخلو من أربعة :
الأولى : أن يكون معرفا باللام نحو (نعم الرجل زيد) ، و (بئس الرجل زيد) قال تعالى : (فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)(١).
الثاني : أن يكون فاعلهما مضافا إلى المعرف باللام والألف نحو : (غلام الرجل زيد) وقال تعالى : (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ)(٢)(فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)(٣) وهو جائز وإن كثرت الوسائط نحو : (غلام نعم فرس ابن عمّ الرجل) وهذه اللام عند الفارسي (٤) وطاهر (٥) وأكثر النحويين لام الجنس ، واحتجوا بأنها لو كانت للعهد لم يشترط في الفاعل بل عمت في كل شيء وكان يجب التأنيث ، في نحو : (نعم المرأة هند) ولم يشترطون في الجملة عائد
__________________
(١) الحج ٢٢ / ٧٨ ، وتمامها : (... فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ).
(٢) النحل ١٦ / ٣٠ ، وتمامها : (... لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ).
(٣) الزمر ٣٩ / ٧٢ ، وتمامها : (قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ).
(٤) ينظر الإيضاح العضدي ٨٧ ، وشرح الرضي ٢ / ٣١٢.
(٥) ينظر شرح المقدمة المحسبة ٣٧٨ ، وشرح الرضي ٢ / ٣١٢.