وأطع الله إلى أن تموت) وأما الاستثناء فهو أخفى ، وتقديره (إن سرت والتمست الغنى حصل لك إلا أن تموت ويحترم دون مرامك فأنت إذ ذاك معذور) ، وهذه يجوز فيها العطف والقطع نحو قوله : (تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ)(١) وبعضهم اشترط في نصب (أو) أن يكون قبلها فعل أو اسم بمعناه أو ظرف أو جار ومجرور ليسبك منه المصدر.
قوله : (والعاطفة) ويحتمل أن يريد بقوله : (العاطفة) الحروف العاطفة كلها ، ويحتمل أن يريد الواو فقط لأن كلامه فيها ، وقال أبو حيان : (٢) يجوز مع (الواو) و (الفاء) و (أو) و (ثم) ولا يجوز مع غيرها من العواطف.
قوله : (إذا كان المعطوف عليه اسما) يريد بالاسم المصدر فقط ليصح العطف عليه بالفعل ، لأنهما أخوان واختاره أبو حيان مع الاسم [و ١١٧] وأنشد :
[٦١٨] فلو لا رجال من رزام أعزة |
|
وآل سبيع أو أسوءك علقما (٣) |
ومن الواو ومع المصدر :
__________________
(١) الفتح ٤٨ / ١٦ وتمامها : (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً ....).
(٢) ينظر هامش شرح الرضي ٢ / ٢٥٠ ، والهمع ٤ / ١١٧ ـ ١٤١ وما بعدها.
(٣) البيت من الطويل ، وهو للحصين بن الحمام في الكتاب ٣ / ٥٠ ، وشرح اختيارات المفضل ٣٣٤ ، وشرح المفصل ٣ / ٥٠ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٧٢ ، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢ / ٩٩١ ، والبحر المحيط ٥ / ٢٤٨ ، وهمع الهوامع ٤ / ١١٧ ، وخزانة الأدب ٣ / ٣٢٤ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٤٤ ، ويروى ولو لا رجال.
والشاهد فيه قوله : (أو أسوءك) حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة بعد (أو).