أسندته إلى ظاهر ، وكان حقيقيا بغير فصل ، وحببت التاء نحو : (قامت هند) إلا أنه يجب وصف المؤنث إذا قصد ، حيث تستوي في لفظه علامة التأنيث نحو (قالت جماعة) أنث لزوال اللبس على السامع ، وإن لم توصف لم تجب التاء ، ولهذا قيل : لا دلالة في (قالَتْ نَمْلَةٌ)(١) على أنها أنثى ، وإن وقع فصل ، أو كان الفعل غير متصرف ، أو كان نحو (جماعة) و (نملة) جازت التاء وحذفها ، تقول : (نعم المرأة هند ونعمت) و (قام اليوم هند وقامت) و (قال نملة وقالت) وعليه :
[٥١٥] لقد ولد الأخيطل أمّ سوء |
|
مقلّدة من الأمّات عارا (٢) |
والأحسن مع الفصل التاء ، إلا أن يكون الفصل بـ (إلا) فالأجود حذفها نحو : (ما قام إلا هند) لأن التقدير : (ما قام أحد) وإن كان غير حقيقي ، جاز الأمران نحو : (طلع الشمس وطلعت) والأجود التأنيث ، وإن وقع فصل ، فالأجود التذكير نحو : «وجاوكم بالبينات» (٣)(فَمَنْ جاءَهُ
__________________
(١) النمل ٢٧ / ١٨ وتمامها : (حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ.)
(٢) البيت من الوافر ، وهو لجرير في ديوانه ٥٤٩ مع تغيير العجز والقافية ويروى عجزه :
على باب استها صلب وشام
ينظر جمهرة اللغة ١٣٠٨ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥٦٥ ، وشرح المفصل لابن يعيش ٥ / ٩٢ ، واللسان مادة (أمم) ١ / ١٣٦.
والشاهد فيه قوله : (ولد الأخيطل أم سوء) حيث ترك التاء في (ولد) مع أنه مسند إلى مؤنث حقيقي ، وهو (أم سوء) وساغ التأنيث للفصل بين الفعل وفاعله.
(٣) غافر ٤٠ / ٢٨ ، وتمامها : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ ....)