لفظا ورتبة ، وأجاز ذلك الجمهور ، واختلفوا في العامل ، فعلى كلام الجوهري وابن قتيبة : أن (إذ) و (إذا) زائدتان (١) ، كما قالوا : (وَإِذْ واعَدْنا)(٢) ولا عامل لهما ، وما بعدهما عامل في (بينا) و (بينما) إذا كانا ظرفيتين ، فإن كانا ظرفي مكان ، أعني (بينما) و (إذ) و (إذا) وأحدهما ظرف مكان ، و (بينما) ظرف زمان ، كان العامل في (إذ) جالس ، وفي (بينما) ما بعد (إذ) لأنها في معنى الشرط ، والعامل الجواب على المختار (٣) ، ولا مانع من عمله فيها ، لأن (إذ) إذا كانت ظرف مكان لم تضف إلى ما بعدها ، ولا يصح أن يكون ملهما واحدا ، إذا كانا ظرفي مكان ، لأن الفعل لا يعمل في ظرفي مكان ، وأما إذا كانت (بينما) ظرف زمان جاز أن يعمل فيهما معا ما بعد (إذ) ، وإن كانا ظرفي زمان معا ، و (إذ) ظرف زمان فـ (بينما) للمكان ، فلا يصح أن يعمل ما بعد (إذ) فيهما ، ولا في أحدهما لأنه مضاف إليه ، والمضاف إليه لا يتقدم على المضاف ورتبته التأخر ، فيكون حينئذ العامل في (إذ) ما قبلها ، والعامل في (بينما) محذوف مقدر الواقع بعد (إذ) تقديره : «بينا رسول الله جالس إذ رأيناه ضحك» (ويجوز أن يكون هذا المقدر وهو العامل في (إذ) و (بينما) ، وقال بعضهم : العامل فيهما ما بعد (إذ) وليس بمضافة إليه (٤) كـ (متى) ، وقال بعضهم : إن (إذ) و (إذا) نقلا عن الظرفية إلى الاسمية ، وهما في محل الرفع بالابتداء و (بين) خبر عنها متعلق باستقر والتقدير : زمن روية رسول الله (ضاحكا مستقر بين أوقات ضحكه ، وضعف بأنهما من الظروف
__________________
(١) ينظر رأيهما في شرح الرضي ٢ / ١١٤.
(٢) البقرة ٢ / ٥١ ، وتمامها : (وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ.)
قال أبو عبيدة هي زائدة ، وكذلك الرضي قال هي زائدة ، وقيل مفعولة لـ (اذكر).
(٣) ينظر شرح المفصل ٤ / ٩٩ ، وشرح الرضي ٢ / ١١٤ ـ ١١٥.
(٤) ينظر شرح الرضي ٢ / ١١٥.