اللازمة للظرفية ، والكلام في الأبيات المتقدمة مثل الحديث ، وفي قوله تعالى : (فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)(١) [ظ ٩٢] سواء ، قال نجم الدين : (٢) ويجوز أن تكون (إذ) بدلا من (بينما) غير مضافة إلى الجملة فيعمل ما بعد (إذ) في (بينما).
قوله : (ومنها أين وأنى) (٣) يعني من الظروف المبنية لتضمنها حرف الاستفهام والشرط.
قوله : (للمكان) يريد أنهما ظرفا مكان إلا أنّ (أين) خاصة للمكان و (أنى) عامة للجهة.
قوله : (استفهاما وشرطا) يعني لا يخرجان عن الظرفية في الاستفهام والشرط جميعا نحو : (أين بيتك) و (أين جهتك) و (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ)(٤) وقوله :
[٤٨٧] أنّى تأتها تلتبس بها (٥) |
|
... ـ |
__________________
(١) الروم ٣٠ / ٤٨ وتمامها : (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ ...).
(٢) ينظر شرح الرضي ٢ / ١٥ ، إذ ينقل ذلك بالمعنى وليس بالنص.
(٣) قال الرضي في شرحه ٢ / ١١٦ : و (أنى) لها ثلاثة معان استفهامية كانت أو شرطية أحدهما (أين) إلا أن (أنى) مع من في الاستعمال إما ظاهرة أو مقدرة .. وإنما جاز إضمار (من) لأنها تدخل في أكثر الظروف التي لا تتصرف أو يقل تصرفها ، والمعنى الثالث الشرطية. وقال ابن مالك في شرح التسهيل السفر الثاني ٢ / ١٠٢٠ : فأنى لتعميم الأحوال وليست ظرفا لأنه لا زمان ولا مكان ولكنها تشبه الظرف لأنها بمعنى : (على أي حال).
(٤) النساء ٤ / ٧٨ ، وتمامها : (وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ.)
(٥) قطعة من صدر بيت الطويل ، وهو للبيد بن ربيعه في ديوانه ٢٢٠ ، وينظر الكتاب ٣ / ٥٨ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٤٣ ، والمقتضب ٢ / ٤٨ ، وشرح المفصل ٤ / ١١٠ ، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الثاني ٢ / ١٠٢١ ، وشرح الرضي ٢ / ١١٦ ، وشرح قطر الندى ٩٠ ، واللسان مادة (فجر) ٥ / ٢٣٥٢ ، وخزانة الأدب ٧ / ٩١ ـ ٩٣ ، ١٠ / ٤٥. وتمام البيت :
فأصبحت أنى تأتها تلتبس |
|
كلا مركبيها تحت رجليك شاجر |
ويروى في شرح المفصل تشتجر بدل تلتبس ...
والشاهد فيه قوله : (أنى تلتبس) حيث استعمل أنى للمجازاة والشرط وهو استعمال أين مع ما. قال الأصمعي : لم أسمع أحدا يجازي بـ (أنى).