[٤٨٦] بينا تعنّقه الكماة وروغه |
|
يوما أتيح له جريء سلفع (١) |
وروي بجر تعنقه ورفعهما ، فالجر على الإضافة تقديره : بين أوقات تعنقه ؛ حذف المضاف فأقيم المضاف إليه مقامه ، والرفع على أنه مبتدأ والخبر محذوف ، أي تعنقه حاصل ، و (ما) في (بينما) ، والألف في (بينا) قيل : عوض عن الإضافة ، وقيل (ما) كافة ، والألف إشباع ، وهما مبنيان لافتقارهما إلى الإضافة ، وإضافتهما إلى الجمل كـ (لا) إضافة ، وخصا بالفتح حملا على حركة إعرابهما. قال نجم الدين : (٢) وكلّ ما قلنا في (بينما) يطّرد في (كلما) من مجيء (ما) الكافة عن طلب مضاف إليه مفرد ، ومن تقدير زمان مضاف إلى الجملة ، ومن بناء ، ومن معنى الشرط ، ومن دخولهما على الماضي والمستقبل ، قال : وقد قيل في (كلما) إنه معرب و (ما) مصدرية ، والزمان المضاف إلى (ما) مقدرة ، فيجوز إدعاء مثله في (بينما) (٣) ، وقد اختلف في عامل (بينما) و (إذ) و (إذا) الفجائيتين ، إذا دخلا في جوابها ، فالأصمعي (٤) أنكر دخولهما في جوابها لتعذر العامل ، إذ لا يجوز أن يكون (إذ) لأنها مضافة فلا تعمل فيها ، ولا في (بينا) و (بينما) لأن من حق العامل التقدم
__________________
(١) البيت من الكامل ، وهو لأبي ذؤيب الهذلي كما في أشعار الهذليين ١ / ٣٧ ، وشرح المفصل ٤ / ٩٩ ، والخصائص ٣ / ١٢٢ ، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢ / ٨٢٩ ، وشرح الرضي ٢ / ١١٥ ، ومغني اللبيب ٤٨٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٢٣ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٥ ، ٢ / ٧١٠ ، ولسان العرب مادة (بين) ١ / ٤٠٥ ، وهمع الهوامع ٣ / ٢٠٣ ، وخزانة الأدب ٥ / ٢٥٨ ، ٧ / ٧١ ـ ٧٣ ـ ٧٤. ويروى : تعانقه بدل تعنقه ، ويرويه ابن مالك : كمي بدل جريء.
والشاهد فيه قوله : (بينا تعانقه) أو (تعنقه) حيث أضاف (بينا) إلى المصدر (الاسم) وهذا جائز بخلاف إضافة بينما وقد وجه الشارح الوجوه ...
(٢) ينظر شرح الرضي ٢ / ١١٤.
(٣) ينظر نفس المصدر.
(٤) ينظر شرح المفصل ٤ / ٩٧ ـ ٩٩ حيث رأي الأصمعي ، وكذلك شرح التسهيل السفر الثاني ٢ / ٨٢٩.