ابن عبّاس وهو أحد تلامذته ، حتّىٰ قال : (شرح لي علي عليه السلام في معنىٰ باء البسملة من أول الليل إلىٰ آخره).
والمعتزلة يرجعون إلى أبي عليّ الجبّائي ، وهو يرجع إلىٰ محمَّد ابن الحنفية ، وهو يرجع إلى أبيه علي عليه السلام.
والأشاعرة يرجعون إلى أبي الحسن الأشعريّ ، وهو تلميذ أبي علي.
فالأفضليَّة والأعلميَّة ثابتة لعليِّ عليه السلام لا تكاد تنكر. انظر إلىٰ كلامه في (نهج البلاغة) ، وما تضمّنه من البحوث الإلٰهية في التوحيد ، والعدل ، والقضاء ، والقدر ، والقواعد الخطابيّة ، وقانون الفصاحة ودستور البلاغة ، ممّا يكتفي به المعتبر ، ويقنع المتفكر. بل رجوع الخلفاء الراشدين وسائر المجتهدين من الفرق لحكمه ، ولتلامذته في الفقه مشهور ، وفي كتب التاريخ مذكور.
وقول النبي صلى الله عليه واله : «أقضاكم علي» (١) معلوم.
وقوله عليه السلام : «لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم. والله ما من آية نزلت في ليل أو نهار أو سهل أو جبل ، إلّا وأنا أعلم فيمن نزلت» (٢).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة (ابن أبي الحديد) ١٨ : ١. المستدرك على الصحيحين ٦١٦ : ٣/ ٦٢٨١ ، وفيه : «وإن أقضاها عليّ بن أبي طالب» والضمير الهاء في «أقضاها» يعود على الأمّة ، كنز العمال ٦٤٣ : ١١/ ٣٣١٢٦ ، وفيه : «وأقضاهم علي» ، إحقاق الحق ٣٢١ : ٤ ـ ٣٢٣.
(٢) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١/ ٣٥ : ١ ، البحار ٣٩١ : ٣٥/ ١٤ ، باختلاف فيهما.