خوفهم عن نصرة الحقّ ، بل أظهروا الحقّ بالمدح والثناء ، وفضحوا الباطل بالهجاء. انظر إلىٰ ما قاله دعبل ، في الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم من الهجاء ، وما قاله من المدح في الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام.
هؤلاء رجال أنار الله بصائرهم ، فصدعوا بالحق لا طمعاً ولا خوفاً ، كيف ، وآل الرسول هم المشتّتون عن عقر دورهم؟
مشتتين نُفوا عن عقر دورهمُ |
|
كأنّهم قد جنوا ما ليس يُغتفر |
ولست بصدد استقصاء ما في هذا الباب ، وإنّما الغرض بيان الواضع لهذا الاسم ، وقد عرفت أنه صاحب الشريعة الإسلامية صلى الله عليه واله ، وجهة الوضع؛ وهي احتفاؤه بعلي عليه السلام وولدهم عليهم السلام بما سمعت ممّا قاله وكرَّره في مواضع عديدة ، وذلك أوضح من النور على المنار. وإنّما هيَّج ذكر ذلك ما نسب إلى الشيعة مما هم بريئون منه براءة التحريم.
حرَّكتْ ذكرها إذا هي أورت |
|
جمرة الشوق نفثة المصدور |