فإنّ نسبة التضليل والمنكر قول بدون علم ، ودعوًى بلا دليل. ولعلّ من يكتب لا يعرف معنى الاحتياط ، أو يعرفه ولا يرىٰ ما هو فيه من مصاديقه ، وليس له أنْ يقول : لا أعرف من أمرهم شيئاً؛ وهو يكتب عنهم كلّ شيء ، إلّا أنْ يفارق وجدانه ، وينظر إلىٰ ما في كتب الفريقين بعين ترىٰ الشيء الواحد بما هو أحد اثنين.
في البكاء الحسين عليه السلام
وما كنت أحسب أن عاقلاً يتكلّم بهذه الشطحات ، ويجرح بها اُمّة من المسلمين ، مشتملة علىٰ طوائف من البلغاء والعلماء الواصلين بدون مصدر وثيق ، يخبط خبط عشواء يقذف تلك الطائفة ، حتّى اجتمعت مع بعض من إخواني أهل العلم من أهل الفنّ والصناعة في جبل الظهران (١) بقرب المعمل الأمريكي ، فقال أمهرهم في الصناعة : يقولون : إن الشيعة تعتقد اُموراً بعضها يدخل في عنوان المنكر ، فإنّهم يقرؤون مقتل الحسين عليه السلام ويبكون عليه ويضربون علىٰ رؤوسهم. وكان هذا المتكلّم يسلك مسلك التورية ، ويتجوّز في الإسناد تارة وفي النسبة اُخرىٰ ، ويعبّر بقول : يقولون ذلك عنهم.
__________________
(١) الظهران من توابع القطيف ، وهو مقرّ شركة الزيت. وهي تقع في منطقة غنيّة بالنفط. سكانها ٢٥٠٠٠ نسمة. انظر : دائرة المعارف الشيعيَّة ٣٢٠ : ٣ ، موسوعة المورد ١٨٦ : ٣.