عرضت ، فأشيدي بذكرنا أيضا.
والشاهد (جلّى) فالظاهر أنها فعلى ، مؤنث (أفعل) للتفضيل... واسم التفضيل إذا نكّر يلزم أن تأتي بعده (من) الجارة. فنقول : زيد أفضل من عمرو. ولا تقول : زيد أفضل. وإذا عرّف خلا من مصاحبة (من) فلا يقال : زيد الأفضل من عمرو. وكذلك مؤنثة (فعلى) إذا خلت من مصاحبة ال : إمّا أن تعرف بالألف واللام ، أو الإضافة وإما أن تقرن بمن. و (فعلى) جلّى في البيت جاءت خالية من التعريف ولم تقرن بمن قال ابن يعيش في توجيه البيت : الجيد أن تكون «جلّى» مصدرا كالرجعى ، بمعنى الرجوع... وليس بتأنيث الأجلّ ، لأنه إذا كان مصدرا جاز تعريفه وتنكيره. [الخزانة ج ٨ / ٣٠١ ، وشرح المفصل ج ٦ / ١٠٠ ، والحماسة بشرح المرزوقي ١٠١].
(١٩٣) حاولت لوّا فقلت لها |
إنّ لوّا ذاك أعيانا |
[البيت للنمر بن تولب في ديوانه. والمقتضب ١ / ٢٣٥].
(١٩٤) رقيّ بعمركم لا تهجرينا |
ومنّينا المنى ثم امطلينا |
البيت لعبيد الله بن قيس الرقيّات : ورقيّ : واحدة من الرقيات اللواتي شبب بهن ، مرخم رقيّة. بعمركم : قسم. لا : ناهية. تهجرينا : مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، والياء : فاعل. ونا : مفعول به. وأسلوب النهي ، من أنواع الطلب أجيب به القسم. [الهمع ج ٢ / ٤١ ، والدرر ج ٢ / ٤٥ ، وديوان الشاعر].
(١٩٥) ألا هبّي بصحنك فاصبحينا |
ولا تبقي خمور الأندرينا |
هذا مطلع معلقة عمرو بن كلثوم التغلبي. ألا : للتنبيه ، يفتتح بها الكلام. ويعربونها اليوم حرف استفتاح فقط ، وهذا ، عدول بالإعراب عن معناه ، فالإعراب معناه الإفصاح والبيان ، وإذا ذكرت عمل الحرف دون معناه ، فما أعربت ، فيحسن إضافة الحروف العاملة إلى معناها ، واتباعه بالعمل. فيقال مثلا : «لم» حرف نفي وجزم و «لا» الناهية حرف نهي وجزم ، وإنّ : حرف توكيد ونصب ، وهكذا. وهبي : قومي من نومك... هكذا قال شارح المعلقات ، وما أظنه يطلب أن تهب من نومها ، وإنما يريد أن تنهض من قعودها وأن تبادره بالشراب ، لأنه قال : بصحنك ، وكيف تهب بصحنها من نومها وليس معها الصحن ، وإنما يكون هذا خطابا للجارية أو ساقية الخمر ، والصحن : القدح الكبير