(٣١٢) متى كان الخيام بذي طلوح |
سقيت الغيث أيتها الخيامو |
البيت لجرير ، مطلع قصيدة هجا بها الأخطل. ومتى استفهام إنكاري. يقول : كأنّه لم يكن بذي طلوح خيام قطّ. وذو طلوح ، واد ، سمي به لكثرة شجر الطلح به ، وهو شجر عظيم. وسقيت ، بالبناء للمجهول وكسر التاء ، والغيث بالنصب : المطر. دعا لخيام أحبابه بالسقيا على عادة العرب ، فإنهم يدعون لمن أحبوا بالسقيا ، والمراد : لازمه ، وهو النضارة والحسن والبهجة. والبيت أنشده سيبويه في باب وجوه القوافي في الإنشاد. قال : أمّا إذا ترنموا ، فإنهم يلحقون الألف والواو والياء ، ما ينون وما لا ينون ، لأنهم أرادوا مدّ الصوت. وإنما ألحقوا هذه المدة من حروف الرويّ ، لأن الشعر وضع للغناء والترنم ، فألحقوا كل حرف الذي حركته منه. والشاهد هنا (الخيامو) بمدّ الضمة ، لتصبح واوا عند الترنم بالشعر. [كتاب سيبويه ج ٢ / ٢٩٨ ، وشرح أبيات المغني للبغدادي ج ٦ / ١٤١ وشرح المفصل ج ٩ / ٧٨ ، والمرزوقي ٦١٧.
(٣١٣) خليليّ إنّ العامريّ لغارم |
ولولاه ما قلّت لديّ الدراهم |
البيت غير منسوب. وأنشد السيوطي شطره الثاني شاهدا على «لو لا» الجارّة. الامتناعية إذا تلاها ضمير جرّ ، نحو ، لولاي ، ولولاك ولولاه. قال سيبويه والجمهور : موضعه الجرّ بها. قالوا : ولا يجوز أن تكون الضمائر مرفوعة ، لأنها ليست ضمائر رفع ، ولا منصوبة ، وإلا لجاز وصلها بنون الوقاية ، مع ياء المتكلم ، كالياء المتصلة بالحروف. وأما الأخفش والكوفية ، فقالوا : موضع الضمير المتصل بـ (لو لا) الرفع على الابتداء ، وذكروا عللهم في هذا الوجه [الهمع ج ٢ / ٣٣].
(٣١٤) سلامك ربّنا في كل فجر |
بريئا ما تغنّثك الذّموم |
البيت لأمية بن أبي الصلت.
وقوله : تغنثك : أي : ما تلزق بك ولا تنتسب إليك. والذّموم : العيوب. قال ابن منظور. والسّلام : البراءة من العيوب في قول أميّة.
وقوله «سلامك : بنصب الميم ـ فهو منصوب انتصاب حمدا وشكرا ، بفعل محذوف. [كتاب سيبويه ج ١ / ١٦٤ ، والخزانة ج ٧ / ٢٣٥ ، واللسان ـ غنث ، وسلم وذمم والعيني ج ٣ / ١٨٣].