بالجامعتين الإسلامية والعثمانية لتضرون الدولة والأمة وتضرون الإسلام والمسلمين أضرارا كبيرة وأنتم لا تعلمون.
وإنكم بما تأتونه من الشقاق والنزاع لتقربون الوسائل بأيديكم لتلقوا وطنكم العزيز في خطر الاستيلاء من قبل أعداء دينكم. وهل يرضى من كان ذا قلب سليم أو أوتي قليلا من العقل بدوام هذه الحال المطيلة لأيام النكبات والمصائب؟!
ولعلكم فقهتم مما قدمته من الإيضاح أني مأمور دينا ووظيفة بمنع ما يتمادى بينكم من قتل الأنفس وشنّ الغارات ونهب الأموال.
ولذلك أرسلت إليكم في آخر بلاغي هذا صور الفتاوى الشرعية التي بلغكم إياها في السنة الماضية حضرة سلفي المبجّل والمحترم ناظم باشا بعد أن استحصلها من مشاهير العلماء الراسخين والمشايخ الواصلين مؤكدا بذلك لأحكامها الشرعية القطعية إذ ربما كنتم قد نسيتموها لبعد الزمن ، وداعيا لكم إلى صراط الحق وسبيل الرشاد وإلى السكينة والأمن والوحدة والاتفاق فإن المملكة اليوم في حاجة كبرى إلى كل ذلك.
وإني لموصيكم أن لا يعتدي بعد هذا اليوم بعضكم على بعض وأن ترجعوا إلى باب الحكومة الرحيب وعدالتها في فصل ما عسى أن تحدثه الميول البشرية من الخلف بينكم وإن أصررتم على غيّكم ، وتماديتم في وحشتكم القديمة من نهب هذا ، وقتل ذاك ، فاعلموا أن الحكومة السنية تنزل بالمعتدين عقابا شديدا ، وتؤدبهم تأديبا يكبح من جماحهم ولا تسامحهم أبدا ، وقد أعذر من أنذر.» ا ه (١).
نشر هذا البيان باللغة التركية ، مع ترجمته العربية ، وأذيع ، ولكن
__________________
(١) الزوراء.