بالطغرائي ، وهو الموقع لها ، ولا يصح أن تقلّد ، أو تحتذى ، أو تزوّر ، فالخطاط القائم بها لا يستطيع أن يوازيه أحد. وعرف بهذا المنصب أشخاص اشتهروا بهذا اللقب ، تعرضت لذكرهم في (تاريخ الخط العربي في العراق) وانتشاره في الأقطار الإسلامية التركية والإيرانية وغيرهما.
الغزو :
أيد هذا الوالي ما كان عمله الوالي ناظم باشا ونشر بيانا في الزوراء عدد ٢٣٢٣ في ١٥ شهر رمضان سنة ١٣٢٩ ه أعلنه للعشائر كما فعل ناظم باشا مهدّدا لهم بأن الغزو أمر مرذول ، ولا يجوز الإقدام عليه كما ثبت بالفتاوى من العلماء ، ومؤكدا لزوم الكف عنه ، وأبدى ما يترتب عليه من أمور مقبوحة من إزهاق نفوس ، وسلب أموال بالباطل ، وتيتم أولاد ، وقتل أبناء الأمة. وهكذا.
وهذا نص بيانه :
«تعيّنت واليا على بغداد تلك البلدة التي كانت في سالف عهدها بفضل أولي السعي والآباء من السلف المحترم موطن علوم شتى أخذت في عصر الحضارة هذا تسرع في التقدم إسراع البرق المتألق ، ومنبت الثراء والغنى ، وجنّة للعمران دانية القطوف ، والتي فقدت بعد تلك الأيام سالف مجدها ، وخسرت باهر غناها وزاهر عمرانها عندما توانى الخلف فلم يتبع خطوات سلفه في المشي في طريق الحياة الكثيرة التعاريج والعقبات وأظهر عزا يشين عن مقاومة ما طرأ عليها من العوارض والمصائب فجئت إليها قبل أسبوع وباشرت وظيفتي مستعينا بتوفيق الله تعالى.
ولما بحثت عن البواعث التي قضت أن يفتقر هذا القطر الغني بقابليته بل وأن تخرب هذه البقعة المباركة التي جمعت بين حدّيها كل وسيلة لرفاه أهليها وغناهم وسعادتهم وتحرّيت الأسباب التي ولّدت