بذلك ، وهو المطلوب المنتظر من سلطنتي ، وعلى كل حال استمد من روحانية الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقم بوظائفك أحسن قيام ، واهتم بها خير اهتمام. تحريرا في اليوم الحادي والعشرين من شهر رجب الفرد لسنة ١٣٢٩ ه» ا ه.
وهذه ترجمة خطابه :
«أيها الوطنيون المحترمون!
لقد تلي عليكم الآن بكمال التعظيم التوقيع السلطاني بتوديع زمام إدارة أمور ولاية بغداد لعهدة العاجز ، فها أنا أفتح أعمالي باسمه تعالى ملتجئا بالعناية الصمدانية ، ومتوكلا بروحانية الرسول صلى الله عليه وسلم فأقول : أرى نفسي مضطرة أن تذكر لكم ما أحسه قلبي ، وأوضح ما حواه صدري عند لقائي أبناء وطني العراقيين ، وهو أول لقاء يباهى به في هذا اليوم.
أيها السادة :
أجدني متحسسا بثلاث إحساسات تعود إلى مملكتكم.
الأول ـ حسن الاحترام والحيرة العائدة إلى الحال السابق لمملكتكم المباركة.
الثاني ـ حسن التأثر والأسف الذي يعود إلى حالها الحاضر.
الثالث ـ هو عائد لاستقبالها إلا أن هذا الاستقبال الشريف ذا الشأن هو وترقي العثمانيين وتعاليمهم توأمان.
أما الذي يتعلق بماضي هذه المملكة المباركة فمن قرأ تاريخها لا يسعه إلا أن يطيل وقوفه حائرا إذ بحرارة هذه الشمس انتشأت أدمغة نسل ذلك البشر الذي استبانت خدماته الكبيرة لعالم الإنسانية والمدنية في الأدوار البعيدة الماضية قبل أن تشرق أنوار الإسلامية على الدنيا ، وبعد ظور الإسلام فمدنية الخطة العراقية وصلت إلى نقطة وانتهت إلى غاية لم